السلام عليكم
....................
صرخت تروس سيارة سعيد بك في منتصف الطريق الصحراوي اثناء عودته من انهاء احدى صفقات تجارته الواسعة ..زمجرت السيارة واصدرت ما يشبه الاستغاثة المكتومة فاضطر ان يتجه بها الى يمين الطريق وتوقف ...نزل منها منتظرا مرور احدى السيارات او احد الاشخاص دون جدوى ...اقترب الغروب وداهمه الظلام ...راي بصيص من ضوء يقترب ..كان احد الاشخاص يقود دراجة بخارية ...ابطأ وتوقف امامه والقى عليه السلام ..نظر سعيد بك الى الرجل واتساخ ملابسه واشاح بوجهه بعيدا ولم يرد ..ظانا انه شخص فضولي وسيعرض عليه توصيله وهو لن يستطيع ركوب هذه الدراجة خلفه وايضا خوفا على حقيبة امواله ...نظر اليه الرجل بتعجب ثم انطلق في طريقه ...تعب سعيد من الوقوف فاستند على سيارته وانتظر ...ثم انتظر وطال الانتظار واعاد الاتصال بالميكانيكي الذى يقوم بصيانة سيارته فاخبره ان عامل الصيانة خرج لا صلاح سيارة في الطريق وان سيارة الاسعاف لديه في مكان بعيد ولن تصل الا في الصباح الباكر ...وطلب منه التصرف للعودة لمنزله وسيقوم بسحب السيارة لا صلاحها ...كان سعيد مرعوبا ومتشككا يذهب للاطمئنان على حقيبة امواله التي اخفاها بوسائد بجانبه ...ثم دخل الى سيارته ليقضى ليلته بها بعد ان يئس من مرور احدى السيارات ...يالها من ليلة صعبة قاسية ...لم يغمض له جفن وظل يتحسس مسدسه بين الفينة والفينة ...
في الصباح الباكر اعاد الاتصال بالميكانيكي
اخبره انه قريبا منه وسيرسله له لان سيارة الاسعاف لم تصل بعد
اشتد وهج الشمس مما دفع سعيد لدخول سيارته مره اخرى وافاق على شخص ينقر على زجاج السيارة ففتح الباب سريعا وخرج ...و يا لدهشته الكبيرة ....لقد كان نفس الرجل الذى القى عليه السلام بالأمس
وتأكد من ذلك بعد ان رأى دراجته البخارية متوقفة قريبا من سيارته
اراد التأكد اكثر فسأله ...هل انت من مر امس من هنا
اومأ العامل برأسه وقال نعم وقد القيت عليك السلام كي اسألك عما حدث لسيارتك لا ساعدك دون ان اعرفك
لكنك لم ترد السلام ولم تتحدث معي فانصرفت لإسعاف سيارة اخرى كنت متجها اليها
نظر سعيد الى الارض وقال ...نعم اعتقدت انك شخص متطفل فضولي وان اقصى مساعدة ستقوم بها ان توصلني ولكنى لم اكن احب ركوب هذه الدراجة خلفك
ضحك العامل وقال يا بك حضرتك تخوفت على ملابسك من الاتساخ اذا ركبت معي
لكن لو انك رددت السلام وكلمتني كنت سأقوم بما استطيع عمله نحو اصلاح سيارتك
تبسم سعيد وقال عموما فقد عاقبني الله بالمبيت في العراء وبليلة امتلأت بالخوف والرعب من ذئاب الحيوانات والبشر
دخل سعيد وجلس في سيارته وطفق العامل القيام بعمله في اصلاحها .... تمتم سعيد ببعض كلمات كأنه يلوم نفسه ...كان يقول ... كيف نتكبر ولا نفشى بيننا السلام ؟؟ وذي تعاليم هـــادينا في الاحكــــام لو حيينا بتحية نرد احسن منهـــــا طلبا لمحـبة الخــالق وكل الانـــام
.................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة
4 / 4 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق