الأربعاء، 12 أبريل 2017

الضياع ..... بقلمي ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات

الضياع
...................

حانت منى نظرة عابرة لولدي مهاب طالب الثانوية العامة فوجدته يتململ ويحك عينيه فطلبت منه عدم مواصلة السهر وأن التفوق يأتي بتوزيع الجهد والتركيز ... فأومأ موافقا ... خرجت والدته من حجرة النوم مكفهرة الوجه متجهمة ونادت مهابا فنهض اليها متثاقلا ... سمعت همهمات وزجرات من الام فناديت عليهما كي استفسر فقالت الام أنها تعاتب ابنى على اختلاسه لكريم الشعر الخاص بأخته ... ضحكت وطلبت منها مسامحته .... أتى مهاب للجلوس أمامي ممسكا بكتاب الكيمياء ولما سالته عن مستواه الدراسي قال أنه جيد جداً ... وطلب أن يخرج ويسأل أستاذه عزيز الذى يدرسه الكيمياء بالمدرسة وايضاً يتعاطى لديه درسا خصوصيا ... عن اجابات لبعض عناصر لم يستوعبها
تعجبت وطلبت من ابنى الانتظار حتى الصباح وسؤال أستاذه في المدرسة الا أنه أعطاني رقمه وطلب منى أن احدثه
فطلبته على خجل لتأخر الوقت قليلا ودهشت عندما طلب منى هذا الأستاذ أن ارسل له مهاب كي يوضح له تجربة لم يفهمها اليوم فأخبرته بأنه ينوى القدوم اليه على الا يتأخر كثيرا
دخلت حجرة نومى للحصول على بعض الراحة .... لكنى استيقظت على جلبة وسقوط شيء في بهو الشقة ...
خرجت لآري ابنى يستند على مقاعد الانتريه وكأنه يخشى السقوط ... امرته أن يرتاح ولا يسهر اكثر من ذلك
دخلت الحجرة فوجدت زوجتى قد استيقظت ووضعت يديها حول وجهها ... سألتها عما يضايقها ... اعترفت لي أنها قلقة على ابنها مهاب وأنها لاحظت تغيرات في تصرفاته ... بل وسرقة نقود ايضاً من مصروف المنزل
طلبت منى زوجتي أن اراقب ابننا واعرف من يصادق ويصاحب واعرف سبب تغير احواله
في الصباح الباكر دلفت الى مدرسة ابنى ودخلت من بوابة الطلبة كي استفسر من زملائه فأخبرني زميل له انه ليس له صديق سوى الأستاذ عزيز وأنه الان خارج المدرسة
ذهبت إلى الأستاذ عزيز حجرة المعلمين فوجدته يضجع على المنضدة وفوجئ بوجودي ولما سألته عن المستوى الدراسي لا بنى اجاب أنه ممتاز
وأنه ارسله لشراء بعض مواد كيمائية للقيام بتجربة عملية
سمعت صوت ابنى ينادى على المدرس فقابله المدرس واخذ منه لفافة صغيرة وامره بسرعة الذهاب لفصله
زادت شكوكي في هذا المدرس وعقدت العزم على مراقبة ابنى
في منتصف الليل بعد أن تأكد ابنى أن الجميع قد راح في النوم خرج من الشقة بهدوء فخرجت وراءه حتى وصل الى العمارة التي يقطن بها أستاذ عزيز وضغط على جرس شقته السفلى
فنظر المدرس وهبط اليه سريعا
اختبأت بجوار المصعد كي اسمع حوارهما ... كان ابنى يبكى ويطلب منه بعض الاقراص وأنه لم يعد لديه مال وأن والدته عرفت أنه يسرق مالها .. والمدرس يطلب منه توزيع كمية اكبر ليحصل على الاقراص مجانا
في الصباح الباكر حصلت على اذن من رئيسي في العمل واتجهت احكى كل الموضوع بما فيها شكوكي نحو أستاذ الكيمياء عزيز
لمفتش الباحث الذى طلب منى احضار ابنى مهاب
ليستفسر منه على بعض اشياء
وطلبت منه أن يعمل على انقاذ ابنى ... فوجدت الرجل الشهم متفهما وقال سيكون ابنك هو المبلغ وهو الشاهد وليس متهما لأنه ضحية هذا المعلم
اخذت ابنى وكان مرعوبا ... فطلب له المفتش عصير ليمون وظل ابنى يحكى له كل شيء وكأنه كان يلقى عن كاهله الصغير عبئا ثقيلا ... وعرف الضابط اسم ومكان التاجر الذى كان يرسله له المدرس للحصول على الاقراص المخدرة ... وأن المدرس ايضا كان يفعل ذلك لأنه مدمن ايضا ... وللحصول على أموال اكثر
طلب منى الضابط أن اذهب بابني إلى طبيب أعطاني اسمه وعنوانه وطلب منى حبس ابنى بالمنزل مدة لا تقل عن اسبوع مع استمرار العلاج
مرت بعض ايام وامسكت الجريدة ووجدت عنوانا صادما لكنه لم يصدمني لمعرفته .... القبض على معلم الاجيال الذى يعلم طلبته الإدمان ويبيعهم الاقراص المخدرة
واصل ابنى العلاج بروح العزيمة والقوة بعد أن انقذه الله من الضياع ... وشكرت والدته على ملاحظتها التي اعادت اليها طفلها سالما ....
قصة قصيرة
 ...................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات

حقوق النشر محفوظة

12 / 4 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق