المنشور العاشر بعد الأخير من الحقيقة كلمة مرة
الجهل المركب هو الخطر القاتل في بلادنا
........................................................
كان ولا يزال الجهل خطراً يعيق الإنسان في حياته بإتجاهين متوازيين
الأول في صناعة المشاكل وتفاقمها وعدم حلها
والثاني في إعاقة تحقيق أهدافه المنشودة
إلا أن الأمر في بلادنا أكثر خطورةً من ذلك لأن الجهل لدينا جهلاً مركباً لأنه يتألف من منظومة معقدة من المكونات والتي من أهمها ما يلي ...
1 - الجهل ... وهو الذي يمكن تعريفه بنقص المعرفة المنظمة بسبب عدم نقلها أو اكتسابها من مصادرها إلى من يحتاج إليها وهو الأمر الذي يمكن التغلب عليه بنشر التعليم بكل أدواته ووسائله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية.
2 - التجاهل ... وهو الذي يتجسد في معرفة الإنسان وتجاهله لأهمية ما يعرف كونه قادراً على التمييز بين الصح والخطأ لكنه لا يفعل الصح ولا يأمر الناس به ولا يتجنب الخطأ ولا ينهى الناس عنه , بل على العكس من ذلك تحت مبرر هذا ما يفعله كل الناس وأنا لستُ المسؤول عن تغييره وهذا الأمر ليس من السهل معالجته إلا من خلال فرض الرقابة الخارجية عن طريق تشريع القوانين الواضحة والدقيقة وتطبيقها دون تهاون من حيث الضبط لكل من يخالف ثم معاقبته وتكريم كل محسن ومكافأته وهذا يحتاج إلى مؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية على مستوى عالٍ من الكفاءة.
3 - التجهيل ... وهو الذي يمكن تعريفه بأنه صناعة الجهل بأساليب علمية ممنهجة فيترسخ الجهل في أذهان الناس على هيئة معلومات خاطئة وسلوكيات منحرفة باعتبارها السبيل الأمثل للنجاح ـ عملاً بالقاعدة التي تقول حقق هدفك بأي وسيلة حتى بات الغش في الامتحانات هو السبيل الأمثل للنجاح في المؤسسات التعليمية بدلاً عن الدراسة والاجتهاد وهذا الأمر يحتاج إلى ثورة المسؤولية بحيث تتحمل كل الأطراف مسؤوليتها في منع حدوث مثل هذا بالشراكة بين الأسرة والمسجد والمدرسة والمعهد والجامعة ...الخ .
4 - الجهالة ... هو الأكثر خطورة على الإطلاق حين يصبح من تم إعدادهم في فترة التجهيل هم المسؤولين عن التعليم وعن اتخاذ القرار ويكون المتعلمين والعلماء الحقيين هم من يبرر لؤلئك المُجهلين ارتكاب الأخطاء الفادحة بسبب الخوف من عقابهم أو طمعاً في أعطياتهم وهذا الأمر لا يمكن معالجته بغير ثورة تصحيحية شاملة في كافة المجالات
بقلم أ / هشام ذياب المصعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق