
غربة الروح .. الجزء الأول .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
......................................................
يا غربة الروح هل منفــاكِ في جسدي
كقبلة الحــزن فـي الوجـدان من بلدي
كانت بأحــلامنا حُبلــى فمــــــا برحتْ
مسجـــونةً بالأســى فــي الأسـر للأبدِ
خمســون عــامـاً بهِ أحشــاءهـا حملت
أكـــاذبٌ حملهــا أم مـــــات من كمـــدِ
باتت تُــردد آااهَ الحـــزن فـــي أســـفٍ
متـى يرى ناظــري عينيــكَ يا ولـــدي
تخــافُ ممن يرى فــــي حملهـــا أملاً
بجيدهـا الفقــــر في حبــلٍ من المسدِ
الســلُ في صدرهــا قد طـال خافقهـا
كمـــــا عمت عينهـــا من كثـرة الرمــدِ
دواءهــا لـــم يزل فــي غيب خـالقهــا
سبحـــانهُ وحـدهُ من يأتيهــــا بالمـددِ
أســـامرُ الخوف زيف العشق راودنــي
لكنــــهُ لــــم ينـــل منـي ومن جلـــدي
لأجلهـــا نازفٌ حــرفـــــي بلا طمـــــعٍ
أيهتدي صبحهــا للنــــور من رشـــدي
قد أمطــرت حممـاً من حقد غـاصبهـا
بمـــــــا ادعــى أنـــهُ غيثــاً من البـــردِ
الداءُ هـــــمٌ تُميت القلب حســـــــرتهُ
وعن وصـــالــي تقيس النبض بالعددِ
يمــامةٌ غــادرتْ عـُش الكـرى نزقـــــاً
فأبدلت دوحـــــة الأشجـــــــارِ بالوتدِ
السجن في روحها مـن يوم أن ولدتْ
يشتاقهــا خلهـــــا بالوصـــلِ لـم تعدِ
تهوى الزهور التي بالشوك قد حُففتْ
وتحـــسب الـدم حنــاءً بـــراح يـــدي
القلب لا يحتـوي غيـر الحـبـيـب بـــهِ
وتدعــــي أن أحبـــــــــــابي بلا عددِ
الحبُ في أضلعي شرع الهـوى حكمـاً
بخـــــافقي عهدهُ فـي نـص مُعتقــدي
بمــــــا أُحدث من يومٍ منحت لهــــــا
جوانحـي كلهــــــا والحـرف مستندي
هــي التي لم تزل رغـم العــذاب بهـا
بلقيــس أُمي ومن لي غيرهــــا بلدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق