
الحرب والحزن .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
......................................................
الحربُ حنت كفوفَ الخوف من دمنا
وأصبـــحَ الأمر فــي الأفــراح ِ أحزانا
كــــأنَ بالفــــرحِ لا يرضــــى محـبتنا
والحــزنُ أمســى بديلَ الفــرحِ يهوانا
القيـــحُ قد ســــالَ من أجــراحنا نتناً
بلذعةِ النـارِ يُكـوى الجـــــــرحَ أحيانا
تجـــري دموعُ الأسـى والليلُ مكتئبٌ
والخـــلُ منـــي يريدُ اليــــــومَ برهانا
تراهُ لـــــــم يهتــدي مــــا باتَ يُتعبنا
فالفقـــرُ والجهـــــلُ والأمراض بلوانا
لنســــــألَ الله من فضـــلهِ كــــــــرماً
برحمــــةِ الله عل النــــــور يغشــــانا
وترحـلَ الحـــربُ والبغضاءُ من بلدي
نعـــود فـي أرضنــا أهـــلاً وإخــــوانا
مهما جــرى في مخاضِ الأمرَ معذرةً
نبقــى جميعـــاً بنفس الحـي جيرانا
البـــــوم غنت بلحن الخــــوف باكيةً
ونحن نبكي على مــا ضــاع من كانَ
حتــى شكــونا بليــــل الظلم مظلمةً
لمـــا دخلنا بأرض المـــوت سكـــــانا
لــم نشتكــــي للذي أهدى الأُلى كرماً
رفعنــــا جهــــلاً لغيـــر الله شكـــوانا
نعــــــم غــــوينا وزدنا فوقهـــا سفهاً
وقلنــــا إبليس من بالشـــــر أغــــوانا
فـــراح أبليـــس يلهو وســــط ديرتنا
بحفلــةِ المـــوت غنــــى الآن ولهـــانا
يقـــول فــي جنسنا للشــــــر شيطنةً
وصـــــاح إنـي بريئاً لــستُ شيطــــانا
ولستُ خلاً لمــن بالإثم جـــــــاوزني
ذريتي لــــــم تكن للنـــــــــاس خلانا
العقـــــــــل مخمـــور ممــــا يستبد بهِ
بسكرة الهـــــــول لا بالخمــــرِ سكرانا
فنسهر الليــــــــل لا أُنســــــاً بمجمعنا
لكن نوم السنـى في الليـــــل جــافانا
أخطاءنا جــــــاوزت إســــــرافنا عبثاً
تبدل الحــــــــال في الإســراف أوزانا
طُغــــــاتنا من أتوا بالشـــــــر حيلتهم
واليـــــــــوم منا لهم بالشـــــــر أعوانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق