السبت، 17 أغسطس 2019

المشتبه والمشبوه .. ... للشاعر/ هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏
المشتبه والمشبوه .. ... للشاعر/ هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
أحدث الطرق في علاج الأمراض المشتبه بها عند الاطباء المشبوهه
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
فــي حــــــالةٍ من الجزع
ممزوجة بالخـوف والهلع
تسـارعت احداثهـــا مذعورةً من شدة الفزعْ
هرولت حــافيـاً ومسرعاً
مستنجداً .... ومستغيث
وهاتفـاً أغثنــي يا مغيث
وبعدهـــــا منـــاديا ......
يااااااااا سيـــدي الطبيب
أرجـــوك سيـدي الطبيب
مــا للمريض خافتاً كالشمس سـاعة المغيبْ
يااااااا سيـــــدي الطبيب
إنظر إليـــــه صـــامتاً ، لمــــــــــاذا لا يُجيبْ
فرد لــــــي الله أووووف
إني أراه ...إنـي أراه !!!!!
وقال لـــي ..... كن هادئاً فمــــا الجديد !!!!
حالتهُ من يوم أن أتانا صامتاً فمــا العجيبْ
ســـألتـــــه بلهفةً شديدة
ترى لمـاذا سيدي الطبيب
فرد لــي لـــم يعترف 😱
قلت له مــاذا تقووول ؟!
فقال لــي لـم يعترف 😱
ومردفاً في حيرةٍ .. بمـــــــــا لديه من علل
هذا السبب بالمختصر
أمراضه تثيـــــر شكنا
فأمره صــراحةً مريبْ
يســــــــألنــي الطبيب
هـــــل تعـرف المريض
أجبتهُ لا اعرف المريض مطلقــــا يا سيدي
لا شأن لي بأمره لا من بعيد ،أو من قريبْ
فقال لــــــــي يبدو عليــــــــــــه انه غريبْ
فوضــــح الممرضٌ مــــــــــا يقصد الطبيب
يا أيهـــــــــا الحبيب يا أيهــــــــــا الحبيب
طبـــــــــــاعهُ كالمسلمين
يسراهُ فيهــــــا ســاعهً عليها شارة الصليبْ
في كـــــــل وقت للصلاة
ناقوسهـــــــا يدق دقتين
وبعدهـــــا تصيح بالأذان
وقت الصلاة يكون هادئاً
لكنـــهُ بعد الصـــلاة دائم البكـــاء والنحيبْ
سيطلب الميــــاه عاطشاً
وبعدهــــا يصيح جــائعــاً ويطلب الحليبْ
وقطعةً من كيكةٍ محشوةً باللــوز والزبيبْ
صاح الطبيب في وجوهنا ْ
لا تمنحوه مــــــــــــــا يريد
وإنمـــا شدوا الحصــــــــــــار يا رجــــاااال
قلنـــــا لهُ مهمـــــــا فعل ، مهمـــــــــا حدث
أجابنا مهمـــــــــــا فعــل ، مهمـــــــــا حدث
لأننــــــا لمثـله لن نستجيبْ
فتعترينــي دهشةً ممزوجةً بثـــورة اللهيبْ
لــم احتمل من شدة الغضب
قرعت سني قبل أن أقول ..
أتعتقد بعد الحصـــــــــــار ، سيدي الطبيب
بأنهُ سيعترف بمـــــــــــــــــــا لديه من علل
فقــــال لــــي مُجدداً
هــل تعــرف المريض
أجبتهُ يا أيهــــا الغبـــــي يا أيهــــا الغبـــي
إني انا .. إنـي أبـوه .. ابني أنا هذا الصبي
ثم إلتفتــي فجــــــأةً وقال لــي بكل جرأةٍ
حــاوره هـاهنـــا على انفراد
فربمــا بمنطقك ! ـ قد يقتنع
لأنه يستخدم الدواء بانتظـــامٍ كــــــل يوم
لكنــــــــــهُ عن الشفاء ممتنعٓ
هذا العصـا أدبهُ فوراً يا أخي
بما لديه من علل كـي يعترفْ
لانه عند الشبـــاب يا أخـــــــــــي سينحرفْ
إن لـــــم يتب عليـــه من هنــــا أن ينصرفْ
قلت له مستهتراً كانني صدقتهُ فيمـا طلب
هـــــــات العصــــــا يا للعجبْ ـ يااااا للعجبْ
فرد لـــــي فات الآوااااااان فات الأواااااااان
هتفت غبطةً فــي حينهــــــــــا من فرحتي
الله أكبر معجزة ........ الله اكبر معجزة !!!
فقـــــال لـــــي ماذا دهـــــاك
قلت له ألم تقل فات الآوان سيدي الطبيبْ
فقال لي ماذا تقول ،
ماذا فهمت يا رجـل
قلت له الآن لم يعد بحاجة للضرب بالعصا
فقال لــي خلفـي تعال
لأعزمك فــــي مكتبي
قلت له .. لا ، لا أريد ، طمئني ما به الصبي
فقال لـــي إنظر معـــي ، وجيدا ركز معـــي
إنظر هنــا إلـــى الجهاز
القلب والدماغ والنفس
جميعهم توقفوا عند الفتــى
قلت له يا سيدي منذ متـــى
مفسراً غموضهُ مـــات الولد ، مـااااات الولد
كررتهـا يا سيدي منذ متـــى
فرد لـــي فــي لحظة الوصـول عندمــا أتى
خذ هذه شهـــــــــادة الوفاة
ولتحتسـي نيـابةً عنهُ الدواء
وكن شجـــــــــــاع وانتصبْ
إياك والجـزع
إياك تضطربْ
بالشكر ســـاجداً لله فقتربْ
لا تذرف الدموع باكيــا بحــرقةٍ او تنتحبْ
بالصبر حــــامداً وشـــاكرا خــررت سـاجداً
قلت لـــه الحمد لله دائمـاً والشكر لله دائما
لكن لعنتـــــي عليـــــك
يا متهم بالزور والكذبْ
كن هـادئاً
كن صابراً
لا ترتعبْ
ألــم ترى أن الفتى جفت عروقهُ من الدماء
فـــــي كـل لحظة من شدة النزيف تنسكبْ
وفجأةً تقول لـــي مــات الفتى مـات الفتى
كن راضيـــاً فلتحتسبْ
حسبــي عليك
حسبــي عليك
فالآن احتسبْ
الآن احتسبْ
مناسبة كتابة القصيدة
سنة ونصف بين العيادات والمستشفيات بشكل متقطعو مع ولدي مصطفى .. وقبل موته قضيت معه شهر ونصف بشكل مستنر في المستشفيات تعرفت خلال تلك المدة على أكثر من عشر مستشفيات ، فوجدت بعض الاطباء كالمحققين وبعض الممرضين كمسؤولي التعذيب ، واحياناً كعلماء الدين وخبراء علم النفس ، وقبل يوم واحد تجلت الحقيقة أمام الاطباء ، بان ابني مصاب بورم سرطاني في الطحال و لديه ايضاً سرطان في الدم وليس مجرد تضخم في الطحال او التهاب رئوي .. ولذلك تذكرت تلك المواقف فكتبت هذه القصيدة ورحم الله موتانا وموتاكم جميعاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق