الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

متى لا تؤثر أراء المفكرين بقرارات رجال السياسة ولا برجال السياسة أنفسهم ؟ ....... بقلم أ.هشام ذياب المصعدي

متى لا تؤثر أراء المفكرين بقرارات رجال السياسة ولا برجال السياسة أنفسهم ؟
........................................................

 ما هي الأدلة على عدم اهتمام رجال السياسة بأراء المفكرين برغم تقديمهم للأدلة القاطعة والدامغة على صحة ما يقدمونه من أراء؟ 
إن الأدلة كثيرة جداً جداً ولكن الأكثر وضوحاً هو الدليل التالي ...
يكتب المفكرون والكتاب عن فضايا الفساد التي يرتكبها رجال السياسة ويقدمون عليها الأدلة القاطعة ولكن رجال السياسة مستمرين في فسادهم ولا يعيرون ذلك أدنى اهتمام والأسباب التي تقف وراء ذلك كثيرة جداً والتي من أهمها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي : ...

1 - فقدان الشجاعة لدى المفكرين والكتاب من خلال عدم رفع تلك القضايا أمام السلطات القضائية ومتابعتها والاكتفاء بالكتابة عنها كنوع من براءة الذمة أمام تأنيب الضمير بتهمة الصمت والسكوت.
2 - السلطات القضائية مجرد موظفين تابعين لرجال السياسة في ظل ظروف الفساد التي وصل بها الحال إلى توقيف صرف مرتباتهم , ولذلك فمن باب أولى أن يتبنى رجال القضاء تلك الأراء بالبحث والتحري من منطلق اعتبارها قضايا رأي عام مرفوعة إليهم , بدليل صمتهم على عدم صرف مرتباتهم ومحاولتهم إستجداء رجال السياسة بصرف رواتبهم دون غيرهم.
3 - من نسميهم صفوة المجتمع كأساتذة في الجامعات يطالبون بصرف مرتباتهم فقط كدليل على عدم تبنيهم للقضايا العامة وعدم اهتمامهم بما يعاني منه الناس.
4 - الشعب هو المعني بالحقوق المنهوبة وهو من يتخلى عن حقوقه بأكثر من صورة والتي منها ما يلي : ...
أ - الصورة الأولى ...
عدم قراءة ما يكتبه المفكرين والكتاب وفي حالة قراءته يشكك الكثيرين منهم بعدم مصداقية الدافع وراء تلك الكتابات ويعتبرونها مجرد أسلوب رخيص لإبتزاز السلطة من أجل الحصول على مكاسب خاصة بدليل حدوث مثل هذا في الكثير من القضايا.

ب - الصورة الثانية ..
عند تبني المفكرين والكتاب لتلك القضايا لا يصطف الناس وراءهم فيتركونهم لوحدهم وكأنهم لا يملكون الصفة القانونية للدفاع عنهم وعن حقوقهم.

ج - الصورة الثالثة ..
المدافعين والمستفيدين من الفساد يجندون أتباعهم بصورة مضادة لتسليط الضوء على إنحراف المفكرين والكتاب بطريقة تُسخر لها الإمكانيات الكبيرة من أجل التغطية بالإهمال لقضايا الفساد ذاتها.

بقلم أ.هشام ذياب المصعدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق