كيف يتم قتل الأفكار الوليدة مهما تكن صائبة أو صحيحة ؟!
وكيف يتم الترويج للأفكار الوليدة مهما تكن خاطئة أو مغلوطة ؟!
.......................................................
الإهمال وعدم تسليط الضوء هو أكثر الأساليب فاعليةً لقتل الأفكار الوليدة التي يتبناها أصحاب العقول المستنيرة ماداموا لا يمتلكون وسائل إعلامية حديثة ولا تقف وراءهم جهات داعمة تمتلك هذه الوسائل الإعلامية الحديثة مهما تكن أفكارهم صحيحة أو صائبة ـ لأن نشر النقيض والترويج له على نطاق واسع هو الذي يصنع الدافع لكل من يسمع بهذا النقيض إلى البحث والإستقصاء بشكل دقيق على الفكرة الوليدة ـ بحيث يسمع بها جميع المستفيدين منها والمؤيدين لها ويتجمع حولها جميع من يخالفونك الرأي في قضايا أخرى ليقفوا إلى جوار هذه الفكرة الوليدة ليس حباً بها أو لأصحابها ولكن من منطلق الوقوف مع كل من يخالفك الرأي في أي شيء من أجل صناعة تحالفات متعددت الأطراف والمناهج فيصبح فكرك فكراً مرفوضاً في كل مكان وزمان حتى وإن كانت أفكارك صائبة أو صحيحة , ومن أهم الأمثلة في حياتنا المعاصرة سنتناول مثالين واضحين وهما كالتالي : ...
الأول ... الإهمال أسلوباً أمثل لقتل الأفكار الوليدة الصائبة والصحيحة.
*** ظاهرة مكافحة الفساد في اليمن.....
إنه وعلى الرغم من حديث الكثير من المفكرين والكتاب عن الفساد في اليمن منذُ أكثر من 25 وعشرين عاماً ـ إلا أن الحكومات المتعاقبة إستطاعت إخماد تلك الأفكار على الرغم من صحتها بالدليل القاطع الذي يلمسه المواطن العادي في حياته اليومية من خلال الإستراتيجية التالية : ...
1 - الإهمال المستمر لتلك الأفكار ولأصحابها لنظراً لعدم إمتلاكمهم وسائل إعلامية حديثة فأصبحت أفكارهم تدور في حلقات مفرغة وضيقة.
2 - تبني الحكومات المتعاقبة لبرامج وهمية لمكافحة الفساد من خلال إعترافها بهذا الفساد ليصطف الناس خلفها وخصوصاً المنتمين حزبياً إلى الأحزاب المتواجدة في تشكيلة الحكومة فيصبح فسادها برنامجاً لمكافحة الفساد.
الثاني : الترويج للأفكار الوليدة المغوطة والخاطئة ...
*** الحركة الحوثية ...
استمرت هذه الحركة في العمل ولم تحقق أي قدرة على الإنتشار في اليمن خلال الفترة ما بين العام 1984م وحتى العام 2060م على الرغم من بداية اشتعال الحرب بينها وبين الدولة في العام 1994م بسبب الإهمال إعلامياً لها من قبل الحكومات اليمنية خلال تلك الفترة ـ إلا أن تسليط الضوء عليها إعلامياً من قبل الأطراف المضادة لها كان السبب وراء انتشارها بصورة كبيرة جداً وقد حدث ذلك على مراحل متعددة والتي كانت كالتالي : ...
1 - المرحلة الأولى ...
الحرب الإعلامية التي تبناها صالح ضدها في الحروب الستة من أجل استنزاف الدول المجاورة ومن أجل تبرير الفشل محلياً في تحقيق برامجه الإنتخابية وتقديم هذه الحركة بصورة خرافية ساعدت على أن يسمع بها كل من في الداخل والخارج.
2 - المرحلة الثانية ...
استخدام أحزاب المعارضة لها في إبان اعتصامات الثورة الشبابية كحركة مضطهدة من قبل صالح خلال حروبه الستة ضدها وتقديمها كحركة مضادة للحركات الإرهابية التي كان صالح يستخدمها في الكذب على النظام الدولي كشريك في مكافحة الإرهاب فبدأت صورتها تتحسن في أذهان الكثيرين في الداخل والخارج إما بالدعم المباشر لها أو بالتعاطف معها على الأقل.
3 - المرحلة الثالثة
وهي اكثر المراحل التي روجت للحركة على مستوى العالم ـ حيث قامت دول التحالف العربي بالترويج لها من خلال وسائلها الإعلامية الحديثة الأكثر إنتشاراً في جميع أنحاء العالم ليضاف جموهرها المؤد والمتعاطف جمهوراً أكبر بكثير جداً مما حققته خلال المرحلتين الأولى والثانية , لينظم كل المعادين للأنظمة الخليجية سياسيا واقتصادياً وفكريا كمؤيدين لهذه الحركة أو كمتعاطفين معها على مستوى العالم , بدليل أن الصراع الحالي في اليمن هي الإسم الأبرز فيه على الرغم من تحالف اكبر الأحزاب السياسية اليمنية معها فأصبح اسمه لا يكاد يذكر.
بقلم أ.هشام ذياب المصعدي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق