الأحد، 12 نوفمبر 2017

بالأمس أهداني عيديتي واليوم أهديته رصاصة الموت ......... بقلم أ.هشام ذياب المصعدي

بالأمس أهداني عيديتي واليوم أهديته رصاصة الموت ... قصة قصيرة 
........................................................
سعيد شاباً من تعز أكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق في العام 2007م وعمره خمسة وعشرين عاماً , لكنه لم يجد وظيفةً كمثل الكثير من الشباب فعمل سائقاً لدراجةٍ نارية , حصل بعدها على فيزا للعمل في إحدى الدول الخليجية في العام 2012م , وفي سنة إستطاع أن يصل إلى مركز مرموق في الشركة التي يعمل فيها , فكان في كل عيد يتذكر شباب حارته ويرسل إلى أبيهِ بمبالغ مالية ليعطي كل واحدٍ منهم مبلغاً من المال كي يشترون لأنفسم ملابس جديدة للعيد ولكنه كان يطلب من أبيه أن يعطي صديقه جميل ثلاثة أضعاف ما يعطيه للباقين من شباب الحارة نظراً لظروف صديقهِ جميل الصعبة ونظراً لأن جميل كان زميل دراسته الجامعية في كلية الحقوق وقد كان ينوي أيضاً في العام 2015م أن يرسل لصديقه جميل بفيزا وعقد عمل , ولكن أخبار صديقه جميل إنقطعت مع بداية الحرب في اليمن ولقد طلب سعيد من أبيه البحث عن صديقه جميل ولكنه لم يجده.
وفي العام 2016م أرسل جميل بمبلغ من المال لأبيه وطلب منه أن يخطب له هناء بنت جيرانه وزميلة دراسته التي كان يحبها ولا أحد يعرف بقصة حبه لها غير صديقه جميل , عاد سعيد إلى تعز في العام 2017م ليتزوج من الفتاة التي أحبها والتي رفضت كل من تقدموا لها وظلت محافظةً على عهدها لزميلها وحبيبها سعيد , وبالفعل تم عقد قرانهما ولم يتبقى على موعد زفافهما غير أسبوعين , وفي ذلك اليوم المشؤوم خرج سعيد مع شريكة المستقبل لشراء فستان الفرح , وبالفعل اشترى لعروسه فستان الفرح , وحينما كان يمشي مع عروسه هناء وهي تُمسك بيده وتحمل باليد الأخرى فستان عرسها ليوصلها إلى بيتها الذي يقع بالقرب من إحدى مناطق التماس إذ برصاصة قناص تخترق رأس سعيد ليفارق الحياة على الفور وهو بين ذراعي عروسه التي كانت تصرخ وتقول لماذا استعجلت الرحيل يا حبيبي , لقد انتظرتك طول هذه السنين ولكنك لم تستطع أن تنتظرني لأسبوعين كي أشتري مستلزمات فرحتنا الكبرى , وقالت أيضاً ياليتني ما طلبت منك فرحاً وتزوجنا قبل أسبوعين بغير فرح , ودماء سعيد حولت الفستان الأبيض الذي كان بيد عروسه هناء إلى فستان أحمر وصرخت هناء يا حبيبي يا سعيد لقد حنيت بدمائك كفوفي , فنشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي ـ مقتل سعيد برصاصة قناص ونشرت صورته مع عروسه هناء بذلك المنظر الذي شاهدناه قبل قليل. 
وبعد يومين فتح جميل صفحته على الفيس التي تحمل إسماً مستعاراً ـ حيث كانت حساب جميل يسمى بالقناص , وعندها أحس جميل بزلزالٍ شديدٍ بداخله وكأنه زلزال يوم القيامة لأن المنطقة التي حدثت فيها الحادثة جميل هو القناص المسؤول عنها وهذا يعني أنه من قتل صديق عمره سعيد وحرم زميلته هناء من حبيبها , فصرخ من وسط مخبأه بصوتٍ عالي ـ صوتاً شق السكون وأفاق كل النائمين بعد منتصف الليل فسمعه كل الناس في تلك المنطقة , أنا من قتلك يااااا سعيد أنا قاتلك يا سعيد , أنا من حرمكِ يا هناء من سعيد ـ آااااااهٍ آه بالأمس أهداني عيديتي واليوم أهديته رصاصة الموت , أراد لي الحياة فجئت إليه بالموت , والله لن يأخذ بثأرك غيري يا سعيد وصوب بندقيته إلى رأسه وثأر من نفسه لصديق عمره سعيد.

بقلم أ.هشام ذياب المصعدي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق