الأحد، 12 نوفمبر 2017

عادات شرقية / هنا عربي ........ للشاعر هشام ذياب المصعدي .. ((أمير الحروف))

***** عادات شرقية / هنا عربي *****
للشاعر هشام ذياب المصعدي .. ((أمير الحروف))
........................................................
هل تبحثـي بين أحـــزاني عن السببِ 
والحـزن أسبابهُ ضاقت بهـــــــــا كٌربي

تقولي مـاذا جرى مـــــــا الأمر مكتئباً 
من غـــركِ البــاسمُ المختوم بالأدبِ

يقــولُ مـــا ذنبكِ كـــي تحــــزني معهُ 
فالحــزنُ عندي هنا حتـى مـع اللعبِ

ألهــــــو وألعب كالباقين فـــــــي سفـهٍ 
أخـــــاف مني على نفسي من الغضبِ

لأنكِ إن رأيتـــي بعض مـــــــــا وجدتْ 
من خوفها النفس مني سوف ترتعبي

ستذهبي عن هنا من غير مــــا أسفٍ 
فكيف ترضــي وعيشـــي كله نصبـي

فراشةٌ أنتِ حــــامت حـــــول مدفأتي 
النـــــــور من نار لا تنســـــي فتقتربي

ستُحـــرِقُ النــــــــار جناحيكِ بل ندمٍ 
لن تقدري بعدهــا تمضـي إلى الهربِ

هو الســـلاح مع الأطفــــــــــال لعبتهم 
كأن إحســــاسهم أمســــــى من الخشبِ

يُفــــاخر الناس بعضـاً فــــي قساوتهم 
والطفل يأتي بمــــــــا جاءوا بلا عتبِ

عود الثقـــــاب الذي قد كان في يدهِ 
اليــــــــــوم أمست جحيم النار باللهبِ

فيحسبُ الطفــل جمــر النار زهرتهـــا 
كمـــــا تضـاهي بحلو الطعم كالرطبِ

فيلبس الطفـل ثوب المــــوت مفتخراً 
فلا عتـــــــــــاب يُفيـد الحمقَ بالعتبِ

سلــــي التراب لمــــاذا القمح منقرضاً 
من أين يأتي وكـــــل البـذر من غـــربِ

لن تقبلــي أن تعيشـــي عيشتـــي أبداً 
ظلامُ ليـــــــلي كأيبٌ يرتدي سُحبـــي

أنتِ كمـــــا البدر زاهٍ فــي مُخـــاطبتي 
فهــــــل تعيشــــي هلالاً حين تنتقبي

فلن يراكِ معـــــــي العشـــــــــاق ثانيةً 
فـــلا صديقٌ ولا هذا الصغير صبــــي

وهذا جـاري أتــى يرجــو مخــــاطبتي 
وذاك كهــــــــــــلٌ أراهُ مثــــــــــــل أبـــــي

حتى الرضيع الذي في وسط هودجهِ 
أو أنه عـــــابدٌ فـــــــــي مسجدٍ لنبــــي

هم كلهم واحدٌ فـــــــي حمقِ رغبتهم 
مهما اعتلى بعضهم بالأصـل والنسبِ

لا تنكــــري أنكِ الأنثــــــى بعورتهــــــا 
لن تعتلـــــــي منبــراً بحجـــةَ الخطبِ

ولن تأمُـي جمـــوع النــــــاس جُمعتهم 
مــا كان فـــي الأمر صندوقاً لتنتخبي

كل النســــــــاء جــواهر في معـــــادنها 
والناس تهوى التــي من معدنِ الذهبِ

فكيف إن رُصعت بالمـــــاس جــوهــرةً 
سيشتهيهــــا جميــع النـــــاس بالطلب

فهذا ينـــوي بأن يدفــــع لهـــــــــا ثمنا 
وغيـــرهُ جـــاءهـــا لصــــــــاً كمغتصبِ

هـي الحــروف التـــي تحكـــي مبادءهـا 
مهمـا اختفى بعضها في داخل الكتبِ

لمــــاذا أُخفــــي قناعاتي التي رسخت 
مادمتُ أيضاً كباقـي الناس في العربِ

من يدعـــــي أنـــــه بالفكــــر مُتَسِــــــعٌ 
وكل مـــا قيــــــــل أمراضـــاً من العطبِ

فكـــل مـــــا قـــال بعضــــــاً من غرائزهِ 
ويدعـــــي فكــــــرهُ الأفــــــاق بالكذبِ

أمـــــا أنا واضـــــحٌ لا أرتضـــــــــــي أبداً 
أكنتُ فــي لحيتي أو لستُ فــي شنبي

برغـــم أنـــــي أشد النــــــاس رغبتهم 
لكننــي كيف أنســـى أننــــي عربــــي

أريد ألفاً ســـــــواكِ فــــي معــــــاشرتي 
سلـي المراقص عن لهوي وعن طربي

لكن أنت ِ ستبقــــــــي هـــــاهنـــــا أبداً 
خلف الجدار كبنت الأصــل والحسبِ

ما قولك الآن يا عمري بمـــــا سمعت 
أذناكِ عنـــي مـــع إسمـــي مــــع لقبي

هل تدخلي عالمـي المجنون راضيةً 
فإن قبلتِ إلــــــــى داري ستنتسبــــي

وإن رفضتِ فعيشــي فــــي ثقــــافتــكِ 
راح التحــرر هــــل يخلــــــو من التعبِ

هـــي الحياة التــــي نحيــــــا بداخلها
لكنهــــا تسكن الأعمــــــاق في التربِ

مهمـــا ستخــرج من قبــــحٍ بزفــرتهـــا 
مــــــــا أدخلت قبلهُ في داخل الشُعَبِ

فخـــالط الدم في أحشـــاء صـــاحبهِ 
والقصد في القــــول هذا إنني عربي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق