الخميس، 30 نوفمبر 2017

رداء الألم .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏نص‏‏‏‏
رداء الألم .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
قصيدة تتحدث عن كوارث الحروب وتدعو للسلام
.....................................................

ألــــــم تشبــع الأرض من لحمنا 
ألــــــم يرتوي من دمــانا الترابْ

ْأرى المــــوت أقبــل في موطني 
بكفيهِ يضـــــرب في كــــل بابْ
***
ألــــــم نكتفي من شتات النزوح 
بعيداً عن الأهل في الإغترابْ

ألــــــم نكتفي من صـراع البقاء 
بحــــرق العقــــول بنار الغيــابْ

ألـــــــــم تحتضنــــا ديار الصبــا 
وكُنا بهـــــــا إخــــوة أو صحـــابْ

ألـــــــــم نأكــل الــزاد من أرضنا 
وفيهــــا المـودة قبــــــل العتابْ

لمـــاذا تحــــــول فينا الجمــــال 
بقبــــحٍ أثيـــــم وكــــلٌ يُعــــــابْ

ألــــــم تشبــع الأرض من لحمنا 
ألــــــم يرتوي من دمــانا الترابْ

ْأرى المــــوت أقبــل في موطني 
بكفيهِ يضـــــرب في كــــل بابْ 
***
أخيمَ في الليـــل جهــل الظلام 
وصبحنا أيضـــاً كســـاهُ الضبابْ

فأمست جمــــوعنا مثـــل الغُثاء 
ببحـــــر تَزبّد غيضـــــاً عُبــــابْ

إلهــــي تُرى الناس مــاذا جنـــوا 
من الفعــــل وزراً بهــذا العقـــابْ

لـنـبـحـث عــن زادنـــــا ذلــــــــةً 
من الغيـر جـــوداً بكل الشعـــابْ

ديــاراً تُدمـــر مـن أجــــــــــل مـن 
ليسكن فيهــا الأسـى بالخــرابْ

مســــاجد كانت تُقيم الصــــلاة 
فناح بهــا البــوم قبــل الغُـرابْ

دعــــونا نُصلـي بغيـــر اختلاف 
أحتـــى بهذه ضــــاع الصـــــوابْ

ألــــــم تشبــع الأرض من لحمنا 
ألــــــم يرتوي من دمــانا الترابْ

ْأرى المــــوت أقبــل في موطني 
بكفيهِ يضـــــرب في كــــل بابْ
***
ألـــــــم يُــنـــــزل الله نـــــوراً لنا 
وسبعــــاً مثـــاني بنص الكتــابْ

ألسنــــا جميعـــــاً لنــــا قِبـــــلةً 
دمــانا حـــرامٌ ولـــو بالخطـــابْ

فقــــــــــاتلُ نفســــــاً بـــه آمـنـت 
يُخلد في النــــار بين العــــذابْ

جحيم جهنم يشــوي الوجـــوه 
سمومهُ للناس فيهـــا الشــــرابْ

لمـــن جـــــاع فيهــــا فزقومهـــا 
طعـــــــامٌ تُقطّع منهُ الرقــــــابْ

فـبـيـت العظيــــم ولــــو هُدِّمت 
لأهــون في الذنب عند المـآبْ

لأن الخـــــــلائق صـُنـــــع الإلـه 
أتهـــدم صنعهُ أيدي الشبــــابْ

لقــــد كـــرم الله كــل البشـــــر 
فأعجـــزهم خلق جنح الذُبابْ

ألــــــم تشبــع الأرض من لحمنا 
ألــــــم يرتوي من دمــانا الترابْ

ْأرى المــــوت أقبــل في موطني 
بكفيهِ يضـــــرب في كــــل بابْ

ْسبـــاع البراري إذا لـــــم تَجُـــع 
يُأمن من شـــرهـــا كــل غـــــــابْ

وأنت الذي لـــــم تَجـــع لحظــةً 
وتنعـــــم فيمـــــــا يلذ وطـــــابْ

وأنت الذي قد عــرفت الهُـــدى 
تُكشــــر للنـــــاس عن ٱلف نابْ

أتدري الخنــــازير لــــو هُجـنـت 
ببعض القـــرود وبعض الذئابْ

ستنجب مسخـــــاً جديداً لنــــا 
يُسمــى ........... ربيب الكلابْ

ستُســــــــأل عــن ذرةٍ يا أخــــي 
بخيــــرٍ وشــــرٍ فكـــلٌ نصــــــابْ

وتصبـــــح أنت لهــــــــــا كوكبٌ 
ويومهـــا نابك حجم الهضـــابْ

قتيلك يصــــرخ بين الجمـــوع 
قتيلاً إلهـــــي وهذا المُصـــــابْ

فـيـشـكـــــوك لله مــــاذا جـنـــا 
لفتحـــك بطنه حــد الحـــرابْ

فمـــــاذا ستســــرد من قصــــةٍ 
لتنكـــــر فعلك يوم الحســـــابْ

وقبلهـــــــا لـــو عشت في دنيةٍ 
سيُرســــل نحــــوك أيضاً شهابْ

ليــــــأخـذ بالـثــــــأر يـا قـــاتلاً 
أتحسب عنـــك يُكف الخطـــابْ

ألــــــم تشبــع الأرض من لحمنا 
ألــــــم يرتوي من دمــانا الترابْ

ْأرى المــــوت أقبــل في موطني 
بكفيهِ يضـــــرب في كــــل بابْ
***
ْإلهــــــي قنــا كـــــل ســـــوء بنــا 
يوســـوس شـــراً بهذا الســــرابْ

إذا حشــرجت روح من يرتحــــل 
فلن ينفع الذنب داعـي المتابْ

سـتـسـكن بالقبــــر في حُفـــــرةٍ 
وإن زُينـت فوقهـــــــــــا بالقـبابْ

وأمـسـت مــــزاراً لمــــن يرتجـــي 
تــرابٌ أيـنـفــــع بـعـض التـــرابْ

ختـــــامهُ مســــــكٌ صـــــلاةً على 
نبـــــي المحبـــــة حتـــــى نُثابْ

ســــألـتـــــــك ربـــــي لــــــــه زورةً 
فقلبي أسيــــراً بتلك الرحـــــابْ

فـحـبـــهُ زادٌ لـكـــــل القـــلـــــوب
وحبهُ غيثٌ كمـــــاء السحــــــابْ

سحــــــابٌ تقينا لهيب الشموس 
من الله ستــــراً كأحلى الثيــابْ

ســـألتـــك ربي عطــــاء المــزيد 
رضــــاءك أوفى جـــزاء الثـــوابْ

فرؤياك ربــــي نعيـــــــم الخلود
بجنــات عدنٍ وكشف الحجــابْ

ألــــــم تشبــع الأرض من لحمنا 
ألــــــم يرتوي من دمــانا الترابْ

ْأرى المــــوت أقبــل في موطني 
بكفيهِ يضـــــرب في كــــل باب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق