
لحن الحنين/المقطوعة السادسة عشرة ...للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
.......................................................
القلب شــــــوقاً علـــى خلــي يُناديهِ
والخـــــــلُ يحيى مُقيمـــاً ساكناً فيهِ
تســـــــــــــــارعَ النبضُ بركاناً لرؤيتهِ
يا قلب رفقــــــــــاً فإن النبض يؤذيهِ
لعلهُ غـــــــــارقٌ فـــــــي حلم يقضتهِ
ناجـــــاكَ ســـــــراً بصمتٍ فلتناجيهِ
الآن دعـــــهُ لحيـى حلمــــهُ كــرمـــاً
فالســـر أخفـــى خفــــايا مـا يُعـانيهِ
وأنت يكفيــك شــــــــــــوقاً لا تعذبهُ
يكفيـــكَ أن كنتَ يومــــــا من أمانيهِ
تَرى بأرضكَ منفـــــاكَ الذي عجزتْ
بعض الأمــــــاني بخــوفٍ أن تُسميهِ
أمـــــا حبيبك يحيى دونمـــــــا وطناً
يراكَ أرضـــــــــــــاً بديلاً عن أراضيهِ
كم من جــراحـاً تلظت فــي سرائرهِ
داوي جـــراحَ الليــــــالي فـي منافيهِ
دعـواهُ مرفوعةً ضد الذي ســــرقوا
منــام جفنيهِ دومـــــاً فــي ليــــاليـهِ
إمنحهُ مـــا شــــــــاء من وقتٍ ليكملهُ
غداً سيأتي رجــــــاءً لا تُقـــــــاضيهِ
دنيـاهُ سجناً كبيراً مثـــــــــــل معتقلٍ
فكم تبقــــى لـــــه بالأســـــر يقضيهِ
تبكـــــي من الشــــــوق ملهوفاً للُقيتهِ
أكنت تدري بمـــــــــــــاذا الآن يُبكيهِ
الآن غنـــي لــــــه بالنبض مبتهجــــاً
لحن الحنين جميلاً ســـوف يُرضيهِ
لتزرع الفـــرحةَ الكبرى لــــه نغمـــاً
واتركــــهُ ترنيمـــةً حتــــى يُغنيــــهِ
سيرقص الآن فــــــي خطواتهِ طرباً
ويكتب الشعــــر نقشــــاً من خطاويهِ
علــى ترابٍ طهورٍ كلمــــــــــــا عبرتْ
أقدامهُ وســــط دربٍ ســــوف يمشيهِ
زكـــــــاة حبــــــــك من صبرٍ ستبذلهُ
عليــــــكَ أمســـــــــى وجوباً فلتؤديهِ
إياك تمنن عليـــهِ فـــــي معــــــاتبةٍ
حتـى ولـــو كان حـرفاً من معـــــانيهِ
اكتب له الشعــر كـي يلقاك مبتسماً
نثـــراً وحــــــراً ومــوزوناً قــوافيـــــــهِ
لأن فـــي الشعــر سحــراً لا مثيل لهُ
لحــن الحنين بحـــــرفٍ من يواسيــهِ
لـو الحيـــــاة كموج البحـر مضطربٌ
فكن لـــــــه أنت يا قلبــــــي شواطيهِ
يعــود بالجــــــزر فـــي بحــــرهِ سكناً
وســــــاعة المد بالأحضــان تحويهِ
أضممهُ نحـوك كــي يرتاح من تعبٍ
من كـــــــــل همٍ وكــربٍ بات يُضنيهِ
أمـان حضنك لن يخشــــــى بهِ أحداً
الدفــئ فيـــــهِ حناناً ســـوف يُسليهِ
إذا اشتكــــى علةً ممـــــــــا ألـــــمَ بهِ
يرى بكفيــــــــــــــكَ ترياقاً سيشفيهِ
أمدد إليـــــــــــــهِ يديكَ الآن وانقذهُ
هو العليـــــــــــــل وجــــوباً أن تداويهِ
أمــا الخلاف إذا مـــــا غــــــار من أحدٍ
من الحكيـــــــم الذي يدري تلافيـــهِ
ليرتقـــــــي كــــــل إنســــاناً بموطنهِ
أكان فـــــي السهـل أو أعلـى أعاليـــهِ
لا يرتقي حــاكمــــــاً في شعبهِ أبداً
والفقر والجهل فــــــي الدنيا يُباريهِ
تباً لــــــم قد تناسى يُتم من فقدوا
أباؤهم حينمــــا يلقــــــــــى كراسيهِ
غداً سيلقــــى سعيراً من تحـــــاكمهُ
لتأخذ الناس حقــــــــــاً من نواصيهِ
إلا إذا فــاز كالأبطـــــــــالِ منتصـــراً
وعمــد النصـر تذليلاً فـي أعـــاديهِ
برفعهِ الظلم عن كـــــــل من ظلموا
هــو الفــداء وليـس الشعب يفـــديهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق