المشهد الثالث والأخير من الفصل الثاني
يفتح الستار عن هرج ومرج ومظاهرة خارج القصر وعمال يتجمعون والمليكة تخرج إلى شرفة القصر فيسود الهدوء ... أشارت المليكة لقائد الحرس فتقدم لها وانحنى وقال ...إنهم عمال المصانع التي أغلقت ولم يحصلوا على أجورهم لمدة طويلة وأيضا لم يحصلوا على تعويضات
طلبت المليكة من الوزير أن يهبط إليهم ويمنحهم بعض الأموال ويحضر زعماءهم لاجتماع عاجل للإستماع لشكواهم
جلست المليكة وسط حاشيتها ودخل قادة العمال يقدمون التحية فأمرتهم بالجلوس
طلبت من أحدهم أن يتكلم ...قال .. مولاتي المليكة منذ أن حدث الإنفتاح الاقتصادي في عهد مولاي شهريار وأصبحنا نستورد كل شيء بأسعار رخيصة أقل من صناعتها محليا هنا ... إتجه الناس إليها وتركوا الصناعة المحلية فأقفلت المصانع وساءت أحوالها وأصبحنا بلا عمل ولدينا اسر وأطفال
قالت المليكة .. إبحثوا عن أعمال أخرى ...أجاب العامل لم يعد سوى عدد قليل من المصانع وهى لأ تقبل المزيد من العمال حتى لا ترتفع تكاليف الإنتاج أكثر ويحدث كساد لمنتجاتها غالية الثمن
قال شهريار الوزير ... لقد كانت اتفاقيات دولية فرضت علينا من الدول والمدن الأخرى بزعامة ملك الروم ...ووافقنا عليها مرغمين لتحرير التجارة بين الجميع ...لكننا اقتصرنا على تصدير بعض مصادر الوقود وبعض المزروعات فقط
طلب وزير الصناعة الكلمة وقال ..لقد حاولنا بيع مصانع الدولة لبعض الأشخاص الأغنياء في الداخل والخارج حتى يمكنهم الإنفاق عليها وتحديث آلاتها وتقليل خسائرها ....لكن ما حدث هو أنهم طردوا العمال وباعوا الآلات وقسموا أراضي المصانع وباعوها لبناء مساكن وتحقيق مكاسب سريعة
هزت المليكة رأسها بأسى وقالت ...إذن أنتم قضيتم على الصناعة المحلية تماما وضاع منكم المستهلك وإتجه إلى صناعات الخارج ...لكن ماذا رفضت المدن الأخرى تصدير مصنوعاتها خاصة الملابس لنا ...أريد أن أستمع لطريقة تعيد الصناعة المحلية مرة أخرى
قال شهريار ...لدينا كل عوامل نجاح الصناعة من خامات وآيدى عاملة وفحم وغيرها لكن ينقصنا الأموال الضخمة لبناء المصانع وشراء الآلات
وقد تغلبنا على هذه المشكلة بان سمحنا للأجانب ببناء مصانع على أراضينا لتشغيل عمالنا بشرط أن تكون في الصحراء وليس على الأرض الزراعية
أمرت المليكة بصرف مبالغ للعمال وتسهيل السفر لمن يريد السفر للعمل بالمدن الأخرى
أمرت الملك بانتهاء الاجتماع وصرف المتظاهرين ...وأمرت الحاشية بالانصراف أيضا
وبقى بجانبها شهريار
أمسكت شهرزاد رأسها وظهر عليها التفكير العميق قالت متوجهة إلى شهريار ...كنت أظن أنني سوف أصلح أحوال البلاد وافعل شيئا يساعد ويسعد الناس في مدينتنا
لكنى واجهت صعوبات لأحصر لها ..لقد انتشر الضياع والفساد في كل مجال وفى كل مكان
وكان الإنهيار في الاقتصاد والمال والتجارة والصناعة والتعليم بل بتنا مهددين أيضا بالعطش وجفاف الزراعة بعد بناء جيراننا سدا يحجز مياه النهر
لن تنصلح أحوال هذه المدينة إلا إذا عادت لأهلها ضمائرهم وعادوا لدينهم وتعاونوا على القضاء على الفاسد منهم ....إما أنا وحدي فلن أستطيع شيئا ...لابد من تكاتف الجميع وهذه مهمتك أنت يا شهريار أن تجعل الشعب يختار من ينوب عنهم لمساعدتك في ذلك عندما تعود للحكم
فقد قررت أن أتنازل لك عن العرش وأعيد إليك تاج ملكك وملك أسرتك
تبسم شهريار وقال لها ...أنا لم أمانع أبداً أن تحكمى أنت البلاد وأيضا لأنى وجدت بعض المدن المتقدمة تحكمها نساء ...لكنى كنت أعرف انك ستواجهين طريقا صعبا ومشاكل العلاج لها ...وكنت أشفق عليك فأنت زوجتي وحبيبتي
ولكنى لن أسنح بعودتك إلى جناح الحريم
بل ستكوني معي شريكتي في التفكير والحكم
وإن كنت أخشى أن يتقول عليك العامة انك فشلت في حكم البلاد وأن المرأة لا تصلح في بلادنا للحكم لأنها تحتكم للعاطفة أكثر من العقل
قالت شهرزاد ..سأكتفي بحسن تربية أولادي ليخرج منهم زعيما قويا شريفا عادلا يحسن إدارة البلاد بعد رحيلنا وهذه مهمة وطنية أيضا
قال شهريار ...لكن بماذا خرجت من هذه التجربة الفريدة
قالت ..تعلمت وعرفت أن الحاكم في بلده كحاكم أسرته الصغيرة يحنو عليهم ويساعدهم ولا يؤذى أحدا منهم ويوجههم وأيضا يعاقب من يشذ عن السرب ...وان يعدل بينهم جميعا حتى يقدموا على مساعدته
حتى يقوم بحل كل هذه المشاكل التي عجزنا عن حلها
المليكة تقوم بخلع التاج وتعيده إلى رأس الملك شهريار وتهم بالإنصراف ...فيستوقفها ويجذبها قائلا ...إلى أين تذهبين ...مكانك هنا بقلبي وأيضا بجانبي لمساعدتي في الحكم بالعدل فالعدل أساس الملك
يغلق الستار وتنتهي المسرحية
.....................
مسرحية سياسية
ملخص المسرحية وما تهدف له وما ترمي إليه من خلال أحداثها كنوع من الإسقاط المقارن تطابقاً والواقع في الدول العربية
...................
مسرحية شهرزاد تحكم المدينة هي مسرحية نقدية لبعض الأحوال السياسية والاجتماعية في الدول العربية والمجتمعات العربية التي تضع مصيرها على كاهل الزعيم وتطالبه بحل جميع مشاكلها
ويمكن تحويلها إلى مسرحية كوميدية مع بعض التغييرات القليلة في الحوار والمشاهد والشخصيات.
المسرحية من فصلين ...الفصل الأول 4 مشاهد والفصل الثاني 3 مشاهد
وتعتمد على الحوار والمناظرة
المشهد الأول من الفصل الأول يتحدث عن انتقال السلطة إلى شهرزاد عندما راهنته شهرزاد على توقع النهاية لإحدى حكاياتها وفشل وخسر الرهان
فاستولت هي على الحكم بذكاء المرأة بل وجعلته يقص عليها بعض الحكايات أيضا
وتم النقاش بينهما عمن يستحق أن يعين من الوزراء هل هم أهل الثقة أو أهل الخبرة وأثبتت له أن أهل الثقة قد يبيعونه عند الاضطرار.
والمشهد الثاني الملكة تزور مقر المحكمة لتطلع على سير قوانين البلاد والعدل لان العدل أساس الملك وهناك ولكي تحدث التعديلات في قوانين البلاد تنحاز للمرأة في قضاياها لما وجدته من ظلم لها وتأمر بتعديل قوانين الأحوال الشخصية.
وفى المشهد الثالث تتوجه الملكة لإفتتاح بعض المشروعات الاقتصادية والأمن الغذائي وفى مشروع تربية الأبقار تبين لها أنه مشروع صوري وأنهم يجمعون البقر من المزارعين لحين انتهاء زيارة المليكة ... فتثور شهرزاد وتفصل كل العاملين بالمشروع.
في المشهد الرابع تزور المليكة إحدى المدارس للوقوف على أحوال التعليم وتصدم أيضا وبعد نقاشات حول محاولات الارتفاع به وتطويره تقرر غلق المدارس لحين الاستعداد الجيد لهذا التطوير والتحسين
وينتهي الفصل الأول.
الفصل الثاني يتكون من 3 مشاهد.
المشهد الأول يتحدث عن الموقف الأمني والوحدة مع الجيران وكيف هي صعبة وأسباب ذلك.
المشهد الثاني يتحدث عن حروب المياه وبناء السدود والأضرار العائدة على المدينة من بناء سد يحجز المياه ويمنعها من الوصول إلى المملكة.
المشهد الثالث يعالج الاقتصاد ومظاهرات العمال بعد بيع مصانعهم وطردهم
في الأخير تقرر الملكة شهرزاد أعادة الحكم لشهريار وأسباب ذلك
.....................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة
1 / 10 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق