
الأشجار والنساء في فصل الشتاء.. للشاعر /هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
تستحم الآن فـــــــــــــي برد الشتاءْ
دون خــــوفٍ أن يعذبهــــــــــا الهواءْ
فمتى تمحي المســاحيق العقيمة
فـــــي تحدٍ مثلهــــــــــــــا كل النساءْ
إنهـــــــــــــا الأزهـــــــــــــار تذبل أولاً
حين تسقط بين أحضــــــان الفناءْ
إنمـــا الأشجـــــــــار تحيا دائمـــــــــا
فـــي صمودٍ حين يعشقهـــا البقـاءْ
هكذا الأشجـــــار مثـــل الأمهــــــات
لا تفـــــــــرط أبداً بالإنتمــــــــــــاءْ
وتلبــــي زارعــــــاً لـــــــو جــــاءهــــا
طالباً للدفئ فــــــــي صمت النداءْ
يطعم النيران منهــــــــا بعضهــــــــا
وتحدى صبرهــــــــــا فـــــي كبرياء
لــؤلــؤٌ من دمعهـــــــــــا قطر الندى
ورفيفُ الهمس لحنــــاً كالبكـــــــاءْ
فيظن النـــــــــــــــاس ظناً أخــــــــراً
ثم قــــالــــــوا بادرت بالإنحنـــــــاءْ
إنهــــــــا من قاومت ريح الشمــــــــال
راقصت ضوء القمر عند المســـاءْ
فتغـــــازلهــــــا نجـــــومٌ كلمــــــــــــا
قدهــــا يهتز من صدر السمــــــــــاءْ
هكذا الأشجـــــــــــار رمزاً خـــــــالداً
كفهـــــا المدود دومـــــــــــاً بالعطاءْ
إنمــــــــــا الواشون كذباً قــــولهـــــم
إفكهــــم والزور من وحــــــــي الغباءْ
حسبوا الأشجــــــار فيهــــــا طبعهم
فــــي التقدم دائمــــــــا نحو الوراءْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق