الفصل الأول
المشهد الثاني
......................
يفتح الستار عن إستعدادات محكمة المدينة لاستقبال المليكة شهرزاد وحكومتها ...وصورها معلقة في كل مكان ...للوقوف على مدى تحقيق العدل ورد المظالم إلى أهلها بالمدينة وحصول المواطن على حقوقه المشروعة
دخلت الملكة شهرزاد وخلفها والخادمتين دنيا زاد وشيرازاد ترفعان أطراف فستان المليكة الطويل المرصع بالجواهر عن الأرض
وقف القضاة ووقف كل من كان بالقاعة أثناء دخول المليكة وحاشيتها ومعها أيضا شهريار ....وقف القاضي وانحنى لها فأشارت أليه بممارسة عمله
نادي الحاجب على القضية الأولى ...كانت امرأة تشكو زوجها الذي يضربها ويهينها أمام أولادها ويرفض منحها ما تنفق منه على أولادها وتطلب الطلاق
تقدمت المرأة من المنصة وهى تبكى وقالت ..سيدي القاضي هذا الرجل يأتي كل ليلة وهو سكران ويخطفني من أمام أولادي ويدخل بي أحدى الحجرات ويعاشرني بالقوة ويظل يضربني ويهينني أمام أولادي ولا يمنحنا ما يكفينا من نفقات ...واضطر ولدان من أبنائه لترك الدراسة والبحث عن عمل لإطعام باقي أخوتهم
صاح فيها القاضي ..كفى نحيبا ....أين محاميك
قالت المرأة ..لم استطع دفع نفقات احد المحامين
هز القاضي رأسه قائلا ..أذكري طلباتك
قالت لا أريد سوى التفريق والطلاق لأنه لا ينفق علينا ويضربني ويهينني
تكلم احد المستشارين بجوار القاضي قال ...لو كل واحدة اشتكت زوجها وفرقنا بينهما ستصير كل نساء المدينة مطلقات لأنه لا يوجد بيت بدون مشاكل ...لقد تم حبسه أربعة أيام لأحداثه جرح في راسك ...فلعله يرتدع ويعتدل ويرجع إلى ما أمر به الله بين الزوجين من مودة ورحمة
قالت المرأة وقد ازداد عويلها ...أنتم تدفعوني إما للهروب من هذا المنزل أو أقتل زوجي ...انه يأتي لي سكرانا كل ليلة
صرخ الزوج بدون أذن المحكمة ...يا سيدي القاضي ..لقد تزوجت هذه المرأة جميلة نشيطة نحيفة ...انظر إليها الآن أنها شجرة من البلوط جسم ضخم لا معالم له ...ولا جاذبية امرأة ...كنت أسهر الليالي بالحانات وأعود إليها حتى أراها أمامي امرأة ...واعتقدت أنها ستهتم بأبنائها لكنها أيضا أهملت فيهم فتركوا دراستهم وفصلوا من مدارسهم
أنا أريد الإبقاء عليها وعدم تطليقها من أجل إنقاذ باقي أولادي حتى لا يضيعوا أيضا في زحام المشاكل الزوجية
صفق الحاضرون في القاعة لكلام الزوج
صاحت المرأة ..لو كان عندك نخوة أو تجري الدماء في وجهك ما كنت تجبر امرأة لا تريدك على الحياة معك
أخرج الزوج لسانه لزوجته مستفزا وهو يرفع إصبعيه بعلامة النصر
هنا تغير لون وجه المليكة شهرزاد وأشارت للقاضي ...فترك منصة القضاء وآتى إليها مسرعا ....سألته ...ماذا يقول قانونكم في هذه الحالة
خفض القاضي صوته وقال وهو ينحني للمليكة ..نرفض الطلاق ونمنحهما فرصة للتصالح حتى لا نشجع على الطلاق وهدم الأسر و الإنحراف
هزت المليكة شهرزاد رأسها بعصبية وقالت ...لكن هذا ظلم أن يتم أجبار الزوجة على الحياة مع رجل يؤذي مشاعرها ويضربها
وقفت شهرزاد وقالت ..هذا هو قانون شهرزاد الجديد للأحوال الشخصية ...وأشارت لكاتب الجلسة أن يكتب ...كل امرأة لا تريد زوجها لتقصيره في حقوقها أو إيذائها أو حتى وجدت رجلا انفع لها وأصلح منه لا يتم غصبها على المعيشة معه ويجب أن يتم الطلاق والتفريق بينهما
على أن يترك لها منزل الزوجية إذا كانت حاضنة وتتقاضى كل حقوقها الشرعية من نفقة ومتعة وعدة ومؤخر صداق ...ويعمل بهذا القانون فور صدوره ....على أن يعرض على البرلمان للحصول على الموافقة الشكلية فيما بعد خلال عشر أيام فنواب الشعب لن يتأخروا عن نصرة المرأة التي هي نصف المجتمع ....
أطلقت النساء الموجودات بالقاعة الأغاريد والتصفيق ...وصاحت المرأة صاحبة القضية ...يحيا العدل عاشت المليكة العظيمة شهرزاد
في حين غمغم الرجال وهمهموا بكلام غير مفهوم
وبدأ موكب الأميرة بالانصراف ...إقترب شهريار من المليكة وسألها ...كيف تتدخلين في عمل القضاء ...ألا تعلمين أنها سلطة منفصلة عن السلطة السياسية
وان لها حق أصيل حتى في محاكمة الساسة
قالت أتدخل لتطوير ولتعديل القوانين الجائرة ...وكيف أكون أنا حاكمة البلاد وبعض القضاة يستطيعون محاكمتي ...ممكن هذا القول شكليا فقط ...لكن عمليا لا يستطيعون محاكمتي إلا إذا غادرت الحكم
أنهم يستطيعون محاكمتك أنت لأنك خارج الحكم على ما ارتكبته من مجازر في حق نساء وفتيات المدينة
أطلقت شهرزاد ضحكة وسط علامات الذهول والإصفرار على وجه شهريار وهنا أسدل الستار
.................
بقلمي
مكلة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة
1 / 10 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق