الفصل الثاني
المشهد الأول
................
يرفع الستار عن قاعة المؤتمرات بالقصر الملكي وتظهر المليكة جالسة في صدر القاعة وبجوارها وزيرها شهريار
وقادة الجيش وبعض الوزراء وكانوا يتباحثون في شئون المدينة
وقف الوزير شهريار يقدم تقريرا تحدث فيه عن ظروف الأمن السيئة وكيف أن بعض المتشددين من رجال الدين استطاعوا تجنيد أعداد كبيرة من شباب المدينة ...وكيف ساعدهم الأعداء وصاروا يقومون بغزوات القتل والسلب والنهب
إننا لا يجب أن نتفاوض معهم بل يجب سحقهم ولو فني نصف جيشنا في سبيل أمننا وأماننا ..
قالت الملكة ...أتذكر يا وزيري شهريار عندما قامت ثورة في الماضي في مدينة سيراز وأرسل أخوك الأكبر الذي كان حاكما وأنت معه الجيش لمساعدة الثائرين وهلك وقتها أكثر من نصف الجيش وتحطمت عدته وأسلحته
قال الوزير لقد كان آخى يؤمن بان كل جيراننا يجب أن ينعموا بالحرية والديمقراطية
تبسمت الملكة وقال ...كلا لقد كان ذلك السبب الحقيقي في الهزيمة الكبرى من غزاة الشتات الذين استولوا على أرض أولاد عمومتنا ...ونتج عن ذلك إحتلال جزءا كبيرا من ارض مدينتنا وخوف الأهالي من الخروج خارج أسوار المدينة وعاش الناس في رعب
قال شهريار ..لقد كان يساعدهم ملك الروم ويعطيهم الأسلحة والخيول بلا ثمن لكنى إستطعت شراء الأسلحة من مدينة كبيرة في الشرق بعد وفاة آخى وتسلمي عرش البلاد
وإستطعت الإنتصار عليهم وطردهم من أرض مدينتنا
تبسمت الملكة وقالت ...ولكنك ذهبت تستجدى منهم السلام المنقوص وترتب عليه أن مكنوا أيديهم من أرض أبناء عمومتنا في الشرق
تنهد شهريار وهو يسترجع أمجاد أيامه وقال ..بعد هذا السلام أصبحنا نعيش في امن وأمان من غزواتهم
رفع أحد القادة يده لتأذن له الملكة بالحديث ....فأومأت برأسها موافقة ....وقف وقال يا مولاتي المليكة ويا مولاي شهريار غزاة الشتات شيمتهم الغدر ..ويساعدهم ملك الروم دوما ...وإذا وجدوا منا ضعفا أو سكينة فسوف ينقضون علينا مرة أخرى ...ويكفى أنهم يقتلون كل يوم الكثير من أبناء عمومتنا الذين أُغتصبت أرضهم
و الرأي عندي أن نستعين بملك الروم نحن أيضا ونشترى منه السلاح والخيول لتقوية الجيش لنستعد تماما
قالت المليكة ...لا تنتظر أن يعطيك ملك الروم السلاح لأنه يساعد غزاة الشتات ....إبحثوا عن مدن أخرى لشراء السلاح
أشارت المليكة لأحد القادة وسألته ..أنت تختص في حراسة حدود المدينة ...كيف يمكن حمايتها وأهلها من المتشددين
قال نعيد بناء الأسوار ونرمم ما سقط منها وأيضا نجعل الكثير من جنود الجيش خارج أسوار المدينة ويخفون سلاحهم تحت ملابس الفلاحين حتى إذا حدث غزو يقومون بالدفاع خلف خطوط العدو
رفع أحد القادة يده طالبا الأذن بالحديث ...وافقت المليكة ...قال أفضل طريقة للقضاء على المتشددين وأيضا على غزاة الشمال هي توحدنا مع أبناء جلدتنا ...إذا توحدنا مع باقي المدن المجاورة سوف نكون قوة لا تقهر ولا يستطيع أن يهزمنا ملك الروم نفسه أيضا
ضحكت المليكة بصوت عال وقالت ...يا سيدي أنت رجل خيالي وما تقوله لن يستطيع أحد تطبيقه على أرض الواقع
بسبب تضارب المصالح والأهواء بين كل هذه البلدان
قال شهريار ...لقد حاولت وعانيت الكثير قبل حرب التحرير لكن كل حاكم كان يشترط أن يكون هو الزعيم وانه هو من يفرض كلمته وتكون له اليد العليا في كل الأمور ....بخلاف من ترتبط مصالحهم وتجارتهم وأموالهم مع ملك الروم ويخشون فقدانها
قالت الملبكة ...لن ننتظر شيئا من جيراننا ولا آي مساعدة منهم ...يجب أن نعتمد على أنفسنا ...في فرض الأمن والقضاء على المتشددين أولا
في هذه الأثناء يسمع ضجيج وصرخات خارج القاعة ...وأسرع أحد القادة لإستطلاع الأمر ...وعاد مسرعا يقدم تقريره ...قال جماعة من المتشددين إستطاعوا دخول المدينة مع الزراع واقتحموا القصر للقضاء على من فيه ...
أسفر الاعتداء الغاشم عن قتل المتشددين وقتل عدد من الضباط والجنود
صاحت المليكة ...كيف حدث هذا ...قرار بعزل قادة الجيش وكبار الضباط وعلى الوزير القيام بالتحقيق اللازم واختيار غيرهم
بالتحقيق اللازم وإختيار غيرهم
يغلق الستار عن المشهد الأول وسط همهمات من القادة المعزولين
انتهى المشهد الأول من الفصل الثاني
................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطشات
حقوق النشر محفوظة
1 / 10 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق