
مساعدات مشبوهة للشاعر/هشام المصعدي
--------------------------------
أموالٌ مسمومةْ
لا تُسمـن أحداً
لا تُشبــع من جــوعٍ أبداً
أو تُغني بعطاءٍ من فقــرْ
لا تُنجد ملهوفاً
أو تأتي لضعيفٍ بالنصرْ
لا تكسي أجساداً عاريةً يومـاً بالسترْ
لا تمســح دمعــات اليتمْ
من فوق خدودٍ إن سالت تجري كالنهرْ
حين يكون زفيــر التنهيدة بركـــــــاناً
وصداهُ يضج أنيناً بالقهرْ
كرصـاصٍ فاسدةٍ فـــي حـربٍ خـاسرةٍ
لفظتهـــا حقداً أفــواه بنادق عـــاهرةً
كــي تُخرس قلوباً نابضةً
حين تسافر مسرعة بضلوع في الصدرْ
لا تطــــرق باباً بالســــــــرِ
بل تأتـــــــــــــي فاضحــــةً
حيـــن يمـــد المحتــــــاجيــن أياديهم
من بعد صـــــــلاة الجمعةْ
تأتـــــي مُؤذيةً بالجهــــــرْ
لتــؤكد للمـــانح مـــا بذلـــوا من جهد
كي يرضــــا مولاهم عنهم
كـــــي تُنشـــر بالأخبار تقـــاريراً عنهُ
كـــي يرفـــع رأســهُ عــــاليـــةً بالفخــرْ
كـــي يشعــر كـــل المحتاجين بذلتهم
حين تُرى أطفــــــالاً ونســـــــاءً تتسول
فتقطـع أحشــــــــــــــاءً من هذا المكـــرْ
تتقــــــيء مــــــــا أكلت من هذا الغـــدرْ
فتحس خنـاجـر تؤذيهـــا
جــاءتهــــــا تهديهــــا عســـلاً مسمومـــاً
طعنــاةً من خلفِ الظهـــرْ
إن كانت تُصـــــرف شهريا
قالوا نصــــــرفهـــــا يومياً
أمـــــــــا إن صـــرفت فــــي عيد الفطرْ
قالوا نصــــرفهــــــــــا دوريا فـي الشهرْ
أمـــا مــازاد عن الحــاجات
لا يرمــــى أو يحــرق عبثاً
بل نطعمهُ مجـــــــاناً أسمـــــاك البحرْ
كـــي يصطـادوا بهِ أسمـــــــاكاً معلبةً
من تحت رمـــــال الصحراء
من بعد صــــلاة الفجـــــــرْ
شلت آيادي من منحــوا لــــــو منحــــوا
أمــــــا آيادي من حملوا تحتــاج البترْ
هـــل ظنــــوا ذلك خيـــــراً
وستثقـــــل منــــــــه موازين الحسنات
إن وضــع الميزان بقسطاسٍ بالعــدل
لجميع الناس بيوم الحشرْ
أنسيتم من حبسـت هرتهــا
مـــا بال الإنســـانٌ بإنســـانٍ
كفوا أيديكم وانصــــرفوا بعيداً عنا
ودعـــــونا لنخـــرج لقمتنا
كجيوش النمــل الأســــــود
حتـــــى من وســـط الصخرْ
لكنا نحن المحقوقين بغفلتنا
قد نحيا كطيورٍ مهــــاجرةً
وقعت فــــي قفصٍ بالأســـرْ
أو نحيا كجـــوارح كاســــرةً
أصغــر طفــلٍ فينا كالنسرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق