الاثنين، 15 مايو 2017

رسالة للرئيس ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))

رسالة للرئيس ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
.......................................................
 يا صاحب الفخامة

يا سيــدي الرئيـس
حقق لأمـي حلمهــا
فحلمها حلمٌ صغير
بأن أكـون فـــي حكومتك ذو منصبٍ كبيرْ
يا سيدي الرئيس
أمــي رأت من أربعين عــــــــام في منــامهـا
بأننـي أصـــافحـــك وأنني مثـــــل العريس
عـرافةٌ حكت لأمـــي حينهــا فـي قريتي
بأننـــي ســــأصبــح الوزيرْ
ثم رأت فــي منــامٍ غيــره سيـارتي تطيرْ
قالت لها عرافة المدينة
هل كان في يدي حقيبةْ
قالت لهــــــــا أمــــي نعـم حقيبةً غريبةْ
قالت لها عرافة المدينة
إن لـم أكن بمنصب الوزيرْ
فإننـــي ســــأصبح السفيرْ
يا سيدي الرئيس
فصلت بدلتـــــــي ومنتظـر نص القـــــرار
ومستعدٌ أن أكـون مثلهم كخــادمٍ تعيسْ
ومستعدٌ أن أبيـع مثلهم كتاجـر خسيسْ
سأصنع العجائبْ
وأفعــــل الغرائبْ
ســأبني فلة عظيمةً وفاخرةْ
وأشتري سيارةً كبيرةً وفارهةْ
ولدي الذي قد مات من شهور
عنـدي لــه وظيفةً منـــاسبة
قراره سفيـرنا فـــــي الأخــرةْ
أمــــا أخـــوه عمـره سنة
قـراره مودللــي مُلاعبــي
أمــا الكبير عبقري لكنه لـــم يبلغ الحلم
قـــراره بأن يكون نائبــــي
أما الذي قد جاء بالوسط
مؤدبٌ لكنــــــهُ مشــــــاغب
قــراره مرافقـي وصــاحبي
وأختهم طالبة بصف ثالثٍ في المدرسة
لكنهـــــــــا بحكم منصبي
معلمة بل إنهــــــــــــا شــــــاطـــرةً ذكيـــــةْ
وتستحق أن تكون مديرةً للمدرسة
وأمهـــم تديرنا جميعـــــاً
فـــــي مــأكلــي ومشـــربي
العين إن على مقـــامهـــــا
لن تعتلـي عن حــــاجبي
قرارهـــــا مديرةً لمكتبي
ستصدر الأوامر الخطيرة
يكفي بأني جنبها وأنهـــــا مقيمةً بجانبي
والختم وحده من واجبي
قد أنقتني فـــي الصباح
وهذبت لي شاربي
يا سيـدي الرئيس
هذا ملفــي جــاهزٌ
مـــاذا تبقـــى من شـــــــروطْ
اليــــــــــوم مستعدٌ للصعـود
ومتــى تشـــاء لن أرفض النزول والسقوطْ
بلا اعتراض
بلا امتعـاض
ومستعدٌ للهــروب والفــــرارْ
يا سيـدي الرئيس
حقق لأمي حلمها
فحلمهـــــا مفســراً وجــــاهزاً فــي مطلبي
لكننــــي أقدر الظـــروف
أراك فـاقد السيـــادة لتُصــــدر القــــــرار
لن أحرجـك.يا سيــدي الرئـيس بالطلب
ولن اقـول الآن توقف الحـــرب والدمـــار
وإنمــــــــــا أقول راجياً اعطينـــي راتبــي
فهـــذا مطلب الجميـــــع وليــس مطلبـــي
فأمنــا إذا رأت أبناءهــــــا وســـط البيـوت
شابعين
وأمنيـن
لا يشتكون علةً من العلل
وغير جائعين
وغير خائفين
تنــازلت عن مـــا رأت بحلمهــــا لمنصبـــي
يا سيـــدي الرئيــس
هـل راتبـــي في المعتقل
أم أنه في فندقٍ حبيسْ
يا سيـــدي الرئيــس
أنا لا أريد إلا راتبي
أرجـوك قلهم بقــوةٍ أن يفرجوا عن راتبــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق