
الثورة تعز ـ وتعز هي الثورة ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
((تعز في وجه الطغاة الظالمين بركان ثورة لا يمكن إخماده أبداً))
........................................................
أحسبتِ أنـــــي قد غدوتُ مُهــــــــاجـراً 
وبدأت أيضـــــاً رحلتــي قبـــل الطيـورْ
وتركتُ عُشـــــي للأفــاعـــــــي هـــــارباً 
من بعدمــا هاجت فحيحاً في الجحورْ
أو أننـــي أخشـــــى الجــــــوارح بطشهـا 
مـا لاح فـي صدر الفضــاءِ من الصقورْ
أو من أتـــــى من خلفهــــــا أســـــرابهــــا 
بعض الكواســـر قادهـــا كهــل النسـورْ
ونسيت فــــي عُشـــــي صغـــــاري فجأةً 
لأعيش مــأسوراً حبيساً فــي القصـورْ
أظننتِ أن الحب أمســــــى بضــــــــاعةً 
قد يشترى بدراهمٍ مثــــــــــــل الزهورْ
أو أنـــــهُ متبخـــــرٌ فـــــــــوق اللظـــــــى
إن أحــرقت جمــــراته عــود البخـــورْ
ليبات من بعد الدخـــــــــــان رمـــــــادهُ 
بفـــمِ الرياح مبعثراً فــــوق الحضـــورْ
فتأففت منـــــــــه الجمـــــــوع تذمـــــراً 
واحضــرت خلفــاً لـــه أحلـى العطـــورْ
لكن أرضــــــي تبرهــــــــــا بترابهــــــــــا
ليست لأجــــل البيع يومــا كــــي تبورْ
هــي للملاح مليكة فـــــــي عــــرشهـــــا 
لا كالجــــــواري حين تغريهـــــا المهورْ
هـــــي كنزنا المحبــوس فـــي أحلامنا
منــذا سيفقــد كنــــزهُ بعـــد العثــــورْ
إلا الذي قد خــــــــــان كـــــــــل عهودهُ 
كمفصــــعٍ باع البــــــــلاد بلا شعـــــــورْ
مهمــــــــــــــا تجبـــر أو تكبـــر طــــــاغياً 
تبرأت منــــــــه الحيــــــاة مـــع القبــــورْ
لتســـــــــألي التــــــاريخ عن من أنجبت 
بنت المظفر من أســـــودٍ فــــــي الثغورْ
فسطرت تاريخها الذهبي من أفعـالهم
على جبين الدهــر فـــي كـــل العصورْ
اليــــوم ثكلى كـم شهيداً فــــي الثرى 
نذراً عليهــــــــا إنهــــــا توفـــــي النذورْ
جــــادت بمن حملت بأحشـــــاء المنى 
حتـــى أتاهــا المجد فــي ثوب السرورْ
قــــد أعلنتهــــــــــا ثــورةً عــــــزاً لنـــــا 
من فكرهــــا الصافي المبجل والطهورْ
يمــــن السعيدة مجدهــــــــا مجـــدٌ لنا 
فوق الجبال على الصحــــاري والبحورْ
قـــــال الشهيــد يا أم إنـــــــي فـــداؤكِ 
خطيني نقشـــــاً داخل القلب الصبورْ
قالت لــــــــــه لا تبتأس يا مهجتــــــــي 
أنوار فخــــــــــــري أنت يا بدر البــــدورْ
أنت الذي مـــــازلت حيـــــاً لـــــــم تمت 
المـــــوت جســــر الخالدين إلى العبورْ
فتدافعت فــــوق الجســـــــور رجالهـــا
تكبيرة يزهو بهــــا الصـــــوت الجهـــور
لله نسعـــــــى فـــــي الجمـــــوع قوافلاً 
بسبيل ربـــــــي الواحد اللهُ الغفـــــورْ
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق