السبت، 2 سبتمبر 2017

عرش إبليس ..... بقلمي ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات

عرش إبليس
 ...............
برز الشيطان اشتوت من خلف الهضبة ورأى حمارا مربوطا بشجرة فظل يتقافز حوله ويغيظه لأنه يعلم انه الكائن الوحيد الذي يستطيع رؤيته ....ثم انصرف إلى اجتماع الشياطين ....وهناك عنفه رئيسهم عندما علم قلة أنتاجه في غواية البشر وعرف منه كيف قضى يومه ...قال له أنت غبي ومثل صديقك الحمار كان يجب إن تستفيد منه وتحسن توظيفه لأنه الوحيد الذي يمكنه رؤيتك وينهق إذا رآك ويحذر منك الناس ...هز اشتوت رأسه وتعهد بحسن استغلال الحمار .....في اليوم التالي اقترب اشتوت من الحمار وقبل إن ينهق قال له لا تخاف فلن أضايقك ...أولاً ما اسمك....قال الحمار اسمي فهوم ....تبسم اشتوت وقال لقد جئت اعتذر لك وأقدم لك تعويضا عما سببته لك بالأمس ....تنهد الحمار وأبسطت أساريره وهز ذيله ...قال الشيطان اشتوت ...إلى متى تظل مطية للبشر تحمل إثقالهم ويكافئونك بالضرب أيضا ...قال فهومى الحمار ...لقد خلقت لذاك ...ضحك اشتوت وقال له ماذا لو جعلتك أميرا للحمير ....اطرق فهومى برأسه مفكرا ....ثم نفر وقال ....لا سأظل أيضا حمارا ....اجعلني أميرا على القرية كلها احكمها وارفع الظلم عن الخيول والحمير وأطلقهم في الهضبة والبراري
أبرقت عينا اشتوت وتطاير منها الشرر وتعجب من الحمار ..قال له كيف صرت ذكيا إلى هذا الحد ...قال فهومى ..أنت من فتح أمامي الباب فلتجعله مفتوحا على مصراعيه ...قال اشتوت سأسحر عيون البشر كي يروك أنسانا عاديا بشرط إلا تخالف أوامري .....وافق الحمار ...وفى الصباح الباكر وجد نفسه شخصا أنيقا يرتدى احدث الملابس وينتظره سائق في سيارة فارهة ليذهب به إلى مقر عمودية القرية .....أطلق الخفراء الرصاص ابتهاجا بالعمدة الجديد الذي فرضه فراغ المنصب بعد موت العمدة القديم ....صاح فهومى في رجال الخفر ...اذهبوا واحضروا كل حمير القرية وخيولها إلى هنا ومعهم أصحابها
لما حضر الجميع نهق فهومى وقال عندي رأى يحقق العدالة الاجتماعية ...فردوا وماهو يا عمدتنا ...قال انتم ركبتم الحمير والخيول سنوات طويلة إن الأوان إن تتحرر إرادتهم ...لابد إن تحملوها كما حملتكم ...صاح بعض الدهماء بعد الضحك وصفقوا بأيدهم بان هذا عين العدل ...فاختارهم فهومى مجلسا استشاريا له بعد إن اظهروا نفاقهم ....
في صباح اليوم التالي احضر اشتوت الشيطان بعض عملات لقرى بعيدة لكن عليها بعض الرسوم الخضراء ...فكاد فهومى يأكلها لاعتقاده إن بها برسيم ...فنهره اشتوت وقال له عليك إن تجعل القرية تتعامل بهذه النقود لأنها أجمل وأقوى ...وفعلا تم ذلك الأمر واقبل الناس للتعامل بهذه النقود الغريبة وطلبوا الكثير منها فارتفعت الأسعار وثار الناس فأمر الخفراء باعتقال الكثيرين ....فأشار عليه اشتوت
أشار عليه الشيطان اشتوت بان يعلق جسر الترعة التي تغذى القرية بالمياه ويعلقها فينصرف الأهالي إلى زراعتهم لتدبير المياه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ...ثم يفتح ويغلق على فترات متباعدة لإلهائهم وجعلهم في حالة ترقب وانتظار ...نطق فهومى وقال ألان فهمتك ...أنت تريد الناس إن تكون في حالة رد فعل وانتظار وليس فعل واقتدار ...ضحك اشتوت متعجبا من سرعة بديهة الحمار
في كل مساء وبعد انصراف مستشاريه ...يحن إلى حياة الحظيرة ...ويذهب لينام هناك وسط أوساخ البقر ....في نفس الوقت كان اشتوت يحضر اجتماعا للزعيم ...كان اشتوت يتفاخر بما فعله وانتشار السرقات والنهب والفساد في القرية والقتل أيضا ....فطلبه زعيم الشياطين ليقترب ...فلما اقترب منه لطمه لطمه شديدة على وجهه كانت تخلع عينه وقال له
أنت شيطان غبي مثل صديقك الحمار ....لديك اثنين وعشرين قرية قريبة اثنتن عشرة قرية شرق قرية فهومى وعشرة أخرى غربها ...ولديك الحمير التي أطلقت ...لماذا لا تنشر التجربة ...إلا تعرف انك ستحوز المرتبة الأولى في الشر إن فعلتها ....
نشط اشتوت وحرض الأهالي في القرى المجاورة على الثورة والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ...وعمت الفوضى وكثر القتل وانتشر الدمار ...واستطاع اهالى بعض القرى المجاورة من اقتلاع بعض العمد ...ووقف باقي العمد الذين ورثوها عن إبائهم يشاهدون ولا يتدخلون
استطاع اشتوت إن يكرر تجربة فهومى واجلس بعض الحمير على قيادة بعض القرى ...اصدر الحمار فهومى قراره بقتل بعض رجال الدين الذين يحرضون الناس ضده ....لكنهم هربوا من الخفراء واحتموا بالحبال والهضبة القريبة ...وكثيرا ما كانوا يهبطون وينقضون على الغنائم ويقتلون من يعترض طريقهم ثم يهربون ...
ذهب اشتوت إلى فهومى وطالبه إن يدفع له الجزية لأنه رب نعمته ...وافق فهومى وعرض عليه أمولا رفضها الشيطان وقال ...لا أريد أموالا ....أريد جزءا من أراضى القرية ليقيم عليها ومعه أصدقائه الشياطين وبعض البشر طقوسهم ورقصاتهم عليها ....
نفر ورفض فهومى ...وتفاخر باه لا يبيع وطنه ...فطمأنه اشتوت بأنه ليس بيعا ولكنه عودة لحقوق الشياطين لأنها تريد إن تعيش معكم في القرية بعد هرب الحمير للهضبة ....وافق فهومى على ذلك شريطة إن يساعده اشتوت ومعه أصدقائه الشياطين في محاربة
الهاربين إلى الجبال من رجال الدين وأيضا مطاريد الجبل الذين يعاونوهم .....وعده اشتوت بالمساعدة وانصرف
مرت أيام كثيرة ومجرمي الجبل والهضبة مع رجال الدين يزداد عددهم ويقومون كل ليلة بغزواتهم والهجوم على قرية فهومى بل وبعض القرى المجاورة ...وكثرت السرقة والاغتصاب والقتل
ضج الأهالي وثاروا ولم يعد ينفع معهم التهديد بإغلاق المياه ....
عقد فهومى اجتماعا طارئا مع مستشاريه وقرر استدعاء اشتوت ليساعده في معركته ضد الفوضى وضد القتل والدمار التي أقضت مضجع الناس
جاء اشتوت على عجل ليعرف المشكلة ...قال له فهومى
أنت وعدتني أكثر من مرة إن تساعدني في قتال المجرمين القتلة ولم تفعل ....ضحك اشتوت وقال ....إلا تعرف إن من صميم عملي وعظيم أهدافي هو انتشار الدمار والقتل والسرقة والفساد ....وأنا مرشح ألان للترقية إن أكون نائب لرئيس الشياطين ....كيف تريدني إن أضحى بكل ذلك من أجلك ومن اجل أهل قريتك
قال فهومى ...كان اتفاقنا إن تساعدني في كل الأمور وأنت تخل هكذا باتفاقنا
قال اشتوت ...لا تتوقع منى إن أساعدك في آي عمل للخير لا تنسي أنني شيطان وممكن إن أساعدك في القتل والشر فقط
ثارت أعصاب فهومى وهمس في إذن الخفراء ليعد مفاجأة سيئة لا اشتوت
وجد اشتوت الخفراء يعودون بالحمير التي رحبت بالعودة إلى قريتها
وهنا بدأ الشجار بين الشيطان والحمار
نهق الحمار بشده في وجه اشتوت وتبعته كل فصائله من الحمير ...لينتبه الناس إلى وجود الشيطان
خاف اشتوت وهرب إلى مستعمرته مع أصحابه في القرية ليختبئ فيها ...فتبعه الحمار ومن معه من خفر وحمير وظلوا ينهقون على اشتوت ورفاقه
مازالت المعركة محتدمة حتى ألان بين الحمار فهومى وأصدقائه من الحمير والبشر وبين اشتوت وإتباعه من الشياطين ....ومازالوا ينهقون عليهم ويضايقونهم
لم تتضح معالم الاختلاف والمشاجرة ولم تسفر عن منتصر ومنهزم ....لكن كل التوقعات توحي بان الشيطان اشتوت سينتصر

وإذا أردت أن تدمرالدولة عليك أن تطلق الحمير

...............
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة 

2 / 9 / 2017




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق