
صنعاء والأسر .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
.......................................................
صنعـــــاء ثوري أسيرٌ فيـــك سبتمبرْ
قبلتِ هذا ليرضـــى الكـــاهن الأكبرْ
فـراح يزهــو بقتــل الفجـــــر منتشياً
يسرمد الليــــــــل بالأوهام كي يفخرْ
أتستكينـــي لهذا القيد فـــــي خجــلٍ
السيفُ في الغمدِ أين الشـانئ الأبترْ
وتينهُ هينٌ مهمــــــــــــــا تغنــــــــى بهِ
ليخـرس السيف نبض القلب والأبهرْ
إن الزبيـــري بوســـط القبـــر مكتئبٌ
أينســــى أحفــــاده تاريخهُ الأشهـــــرْ
لأجلهم كيف عـاش الأمر في كدحٍ
واليـــــــوم تاريخه يُمحـــى فلا يُذكرْ
في عيد أيلـول أهدى الروح مبتسماً
لأنــه قـد نبــــا فـي عقـل من حـــررْ
من كان فــي الجهـــل مأسوراً بظلمتهِ
اليـــوم حــــرٌ بهذا العقــــــل كم فكرْ
آزال مــاذا جـــــرى يا حلم حــاضرنا
نسيتِ أحـــــــرارنا يا درة الجـــــوهــرْ
أتدفنـــي حلمنـــــا يا نســــــر دولتنا
أم غـــركِ البهــرج الخـداع بالمظهرْ
الحمدي بالأمس مــاذا قد فعلتِ بهِ
من جـاء بالعدل ذكَ الفارس الأطهرْ
بيضــاء راياتهُ فــــي السلم واضحةً
فجــــــــاء من بعـده للحلم من دمــــرْ
فكــــــل شيــــــخ لـــــه لــــــونٌ يميزهُ
الحقد فــــي قلبــــهِ بشكلهِ الأصفرْ
مع الســـــواد الذي فــي صدرهِ خبرٌ
تاريخــهُ كله من شـــــــرهِ الأحمــــــرْ
الثأر فـــي فكـــرهِ شـــــــرعاً لمنهجهِ
مــا ثار يومـــــاً ولكن دائمـــــــــــاً يثأر
أتى بعفـــاش فــي الكرسـي ليجلسهٌ
ليكتمــــــل حلمهُ ليــــلاً بمـــــــا دبرْ
أأمـــــة كلهـــــــم بالحلــــف ملتهـــــم
من ركب الجهـــل تجهيلاً ومن حضرْ
أمســـى زعيمـــاً لكل الشعب قاطبةً
كان الإمــام الذي بالزور كم جمهرْ
النـــــاس مفتونة فـــي أمــــره عجباً
كناهُ جهــــالهم بالفــــــــارس الأشهرْ
توحد النـــاس فــــــي عهدهِ فرحـــاً
طغيـــــانهُ آثمٌ بالحــــــرب قد شطرْ
أراد أن يورث الكـــرســـــــي بأســـرتهِ
بفــرضهِ الأمــر بالقــــانون والعسكرْ
قـــال الصناديق تحكمنــا نتيجتهـــا
فكم تلاعب بمــــا فيهــــــــا وكم زورْ
ثار الشبـــــــاب عليــــهِ كلهم غضبـاً
فلم يخــافوا من السجــــــان والمخفرْ
كان اعتصــامٌ بنهـج السلم مذهبهم
شعــــــار ارحـــل به الأفواه من تجهرْ
فقــــال للنــــــــاس دستوراً سبحكمنا
وعــاد للعيش وسط الجيش بالعنبرْ
آتى بهــــــادي رئيســـاً لا يخــــــــالفهُ
هذا الأميــن الذي بالوعد قد أخبرْ
فأحمدٌ ســــــــوف يأتـــي بعده خلفاً
كمــــا تنبـــــى بــه المخلـــوع أو بشرْ
لكن هــــــــادي تلكأ فــــــــــي مسيرتهِ
مٌجـــدداً عهدهُ للأمــــر كم أخــــــــــرْ
أتته من مكــةٍ فتـــــوى تقــــــــول لـهُ
إنت الولـــــي الذي بالشـرع لا يؤمــرْ
وزاده بعدهـــــــــــا فتـــــــوى تمجـــدهُ
جيش الفتاوى بفقه العــالم الصعترْ
مد الزعيم إلـــــى الحوثــــي بفكـرتهِ
شعــــارهُ صـــرخـــةً بالحشد كم كبرْ
قاد انقلاباً على هـــــــــادي ليسقطهُ
محـــــاصراً قصرهُ للحــــــرب قد فجرْ
عــــاد الإمـــــام إلى صنعــــــاء ثانيةً
بحلف كسرى إمــام الحكم كالقيصرْ
ففر هــــــادي بجنح الليـــــــل مبتعداً
نحو المدينة إلى سلمـــانها الأخطرْ
من جاء بالحلف حزماً في عواصفهِ
بنهج شــــرعٍ بفتوى الشـــرع قد بررْ
قصفٌ من الجــو لا يرجـــو مواجهةً
الوهم باسـم الأمل يا ناس كم كسرْ
صنعـــاء فـي أسرهـــا تحيا كخادمةٍ
مــــا جــــاد فـــــــي عونها لكنهُ قترْ
هنا السعيدة تعـــــــــاني كلهــا عللٌ
إن الصـــــراع لشمل الناس قد بعثرْ
مداهُ كم طال لا حسمــاً ولا فرجـاً
فــــي كل يوم من الأبناء كم ينحرْ
كان الجمــــــــــال مع الأفراح حلتها
رداءهــا فخرهــا من زرعها الأخضرْ
واليـــــوم كثبانهـــــــا في كل زاويةٍ
جرداء تشكو بقبح الحـال والمنظرْ
إن الزعيم مـــع الحوثـــي مصيبتهـا
وهادي أيضـاً ضعيفاً ليس بالأجدرْ
يمناهُ شلت لمــــــــــاذا لا يحــركهــــا
قولوا له درب الأخـرى كما الأعسرْ
بن دغـر ينسى زعيم الأمر معتذراً
وهـــــادي أيضاً ينادي أين بن حبترْ
لا يأتمـــــر أحـــــداً بأمـــــــرهم أبداً
من يحكم الأمــــــر ظلٌ عابثاً أشطرْ
لا تحسبوا أنه المهــــدي كمعجـــزةً
وكـل هذا بشـــــــاراتاً لكـــــــي يظهرْ
فمـــــا نرى في حياة الناس قاطبةً
قد أكدت أنه دجــــــالهــــــــا الأعورْ
الحـــرب من شــرهِ مهمــــا ظننا بهــا
نصراً لمن ظنها نصراً بمــــــا فســــرْ
عودوا إلــــى رشدكم مـــاذا يراد لنا
حرفـــي بريءٌ ومعذورٌ بمـــــــــا أنذرْ
صلاة ربـــي علـــــــى المختار سيدنا
الكون من ذكــــرهِ مسكٌ مـــــع العنبرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق