.....................
اخذ مسعود يوسع الخطى ويحث السير .. كان متجها لأرضه التي استصلحها حديثا في الظهير الصحراوي لمحافظته ...أرهقه الهجير ...اخرج منديله يجفف العرق...مر إمامه شريط حياته ومصائب أيامه .... تذكر احد الأئمة كان يقول انه عند الموت يمر هذا الشريط بكل ما فيه من خير أو شر .... تذكر أصدقاءه ...احدهم حقد عليه وحاول إن يأخذ موقعه في العمل ....وأخر تحالف سرا مع شخص يعاديه للاستيلاء على أرضه المستصلحة ...وصديقه الثالث القادم من العمل بالخليج واحضر معه ثروة ...ارتمى في أحضان شركة استثمار والقي لهم بكل مدخراته ...كان يريد أن يشاركه في تكوين شركة مقاولات صغيره
تقوم ببناء شقق وبيعها ....مسح مسعود جبينه المتعرق والقي منيله الورقي بعيدا واستمر في المسير ...تذكر أمه التي كانت تحنو عليه في صغره ...كيف أضحت قاسية هكذا ...وفرضت عليه بصفته كبير إخوته أن يقوم بزراعة أرضها وحده أو بمساعدة أخوته ....ولما حاول العثور على عامل زراعي رفضت بشدة ...راح تفكيره لأخوته ...ونذالتهم في محاولة رفع قضية عليه لطرده من قصر والده القديم الذي يعيش فيه مع أمه ...بعد أن يئسوا من مطالبته بحقهم في الميراث دون جدوى ...وقد اقنعوا والدتهم بالعيش عند احدهم لحين أن تشترى شقة بما يخصها من ميراث ....آه يا أماه ...لقد بعتيني لهم ....تسابقت الدموع تهطل من عيني مسعود ....قريبا سيطرد من القصر الاثرى أيضا ... قصر الأباء والأجداد ....هجمت عليه ذكرى أخرى بائسة ...كيف أن خطيبته التي أحبها ..ارتمت في أحضان شاب بلطجي سيطر عليها وعلى أهلها ...ولما طالبها بالبعد عنه وكيف أنها ترضى بهذا الذئب قالت لقد أشهر أنيابه ولم يجد من يوقفه و أنها تفعل ذلك لتحميه لأنه اقسم أن يقتلك إذا اعترضت طريقه ....هنا أحس مسعود بالطش الشديد ....وزاد عطشه شريط حياته الذي مر أمام عينيه
يا الهي ... اى شريط هذا الذي يمر أمام ناظريه وخيبته في الأهل والأصحاب والجيران والحب أيضا .....حاول أن يتذكر لحظات السعادة والمرح ....أنها شحيحة شحيحة .... هل هو المخطئ في كل ذلك ...إذا تبرأ من الجيران والأصدقاء فكيف له أن يتبرأ من أهله ورابطة الدماء ....وهل ذلك ناتج عن ضعفه وقلة حيلته ؟؟ وإذا كان مثل البلطجي الذي سرق حبيبته غصبا وقدره ...فهل كان سيحدث له كل هذا
وجد نفسه يسير في طريق خاطئ ... لقد ضل الطريق وجف ريقه ...وازداد إحساسه بالعطش ...نظر رأى الماء بعيدا ...أسرع إليه ....وجده سرابا ...تذكر شريط الحياة قبل الموت ....جلس على صخرة ناتئة ينتظره ...
وجد يدا قوية تدفعه بعنف ....أفاق من تفكيره .. كان رئيسه بالعمل يصرخ فيه قائلا ..هل أنت قادم للنوم هنا على المكتب ...يخصم من راتبك ثلاثة أيام ...
قصة قصيرة
بقلمي
............
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة
15 / 9 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق