
التحول من الدولة الديمقراطية إلى الدولة الشيخوقراطية العصبوية ـ ثم التحول من الدولة الشيخوقراطية العصبوية إلى الدولة السيدوقراطية الفوضوية
مقالة مقتبسة كشرح تفصيلي لإحدى مقالات الأستاذ القدير احمد دبوان
........................................................
إن السبب الحقيقي وراء سقوط منظومة الدولة لم يكن وليداً حديثاً وإنما الوليد الحديث كان هو النتيجة الحتمية فقط ليأتي المولود سقطاً ومشوهاً في 21 سبتمبر حينما أجهضت اليمن مولودها من قبل الحلف الحوثي عفاشي على يد ملائكة العذاب الفوضويين
وبالتالي يفرض التساؤل نفسه علينا جميعا بصيغته التي تقول .. ما هو السبب الحقيقي وراء سقوط منظومة الدولة ومتى سقطت هذه المنظومة?!
في البداية إن سقوط منظومة الدولة كان في العام 1994م بعدما ضاق الخناق على الحزب الإشتراكي اليمني بقيادة علي سالم البيض في العام 1993م باعتباره شريكاً أساسياً في قيام دولة الجمهورية اليمنية بسبب التحالف بين حزبي المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي صالح وبين التجمع اليمني للإصلاح بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. فكان ما كان من تلك الحرب التي صدرت فيها الفتاوى فأصبحت الحرب ليست مجرد حربا ناتجةً عن خلاف سياسي وإنما أخدت طابعاً مختلفاً بأبعاد لا حصر لها وسميت بحرب الردة والإنفصال وهذا يعني أنها جعلت من الطرف الأخر متهماً بالخروج عن دين الله.
ولكننا حينما نراجع حقيقة ذلك التحالف الذي قام بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح سنجده تحالفاً لا يمت بأي صله للحزبين لا من قريب ولا من بعيد فالمنظومة الشيخوقراطية التي أقامها الحزبين لم تكن قائمة بينهما كتنظيمات سياسية وإنما كانت قائمة على وفاق وتوافق رئيسي الحزبين كشريكين في بناء المنظومة الشيخوقراطية من قبل ظهور التعددية الحزبية ومن ثم كانت الديمقراطية التي يمارسونها ليست سلوكاً سياسياً , بل كانت مجرد انتخابات يصلون من خلالها إلى محاصصات تسمح لكليهما ( علي صالح والشيخ الاحمر) الحصول على كل ما يريدانه بصورة مشرعنة ومقوننة وليست بصورة شرعية وقانونية فبنى كلٌ منهما امبراطوريته الهشة ـ صالح من خلال الجمع بين السلطة السياسية والعسكرية بالتزاوج مع رأس المال والشيخ الاحمر من خلال الجمع بين السلطة الاجتماعية والسياسية بالتزاوج مع رأس المال ـ حيث تعهد كلٌ منهما للأخر بأن تظل السلطة السياسية في آل صالح والسلطة الاجتماعية في آل الأحمر وبالفعل أوفى الشيخ الأحمر بتعهده لصالح في الانتخابات الرئاسية ودعم صالح على الرغم من أن الشيخ الأحمر يرأس أكبر حزبٍ معارض لصالح في تلك الانتخابات ليستمر صالح على رأس السلطة السياسية وبالمقابل أوفى صالح بتعهده للشيخ بعد مماته وبايع صادق الاحمر كشيخ مشائخ وكأنه واحداً من رعاياه كما كان من رعايا أباه , إلا أن حميدالاحمر ركب موجة الربيع ومعه كل إخوانه وسخروا لذلك كل نفوذهم ليس من أجل صناعة التغيير كما يدعيه ولكن من أجل انتزاع السلطة السياسية من آل صالح ليصبح حميد بعد ذلك مالك السلطة السياسية وصادق مالك السلطة الاجتماعية ومحسن مالك القوة العسكرية بالشكل الذي يركز كل شيء في يد آل الأحمر.
ولكن ......
لم تمضي الأمور لا كما خطط لها علي صالح مع الاحمر الأب ولا كما أراد لها آل الأحمر الأبناء وبالتالي حدث الصراع بشكله المحموم الذي غامر فيه كل طرف باستخدام النفوذ الذي يملكه فأتت المتغيرات بكل من أتت بهم ليقفوا عائقاً أمام حسم الصراع لصالح آل الأحمر أو لصالح آل علي صالح فاسقطت الدولة بشكل نهائي بكل مكوناتها ومقدراتها ومكتسباتها في مستنقع سحيق.
*** النتائج ....
........................................................
1 - شراكة علي صالح والشيخ الأحمر الأب أولاً ـ ثم صراع أبناؤهم على السلطة ثانياً هو السبب الحقيقي في إنهيار أكبر حزبين في اليمن وفي سقوط منظومة الدولة .
2 - حرب العام 1994م حولت الأحزاب من مؤسسات سياسية إلى مجرد قبائل لا يحق لها الخروج عن سلطة على صالح وسلطة الشيخ الأحمر وسلطة رؤساءها أو أمناءها العامين الواقعين تحت سيطرة علي صالح فتحولت الدولة من دولة ديمقراطية إلى دولة شيخقراطية عصبوية.
3 - تحالف الحوثيين بقيادة عبدالملك الحوثي مع المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي صالح وبمساعدة هادي هو من حول الدولة الشيخوقراطية العصبوية إلى دولة سيدوقراطية فوضوية
بقلم أ.هشام ذياب المصعدي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق