......................
هو استخدام السلطة أو القوة لتدعيم مجموعة على حساب مجموعة أخرى. كما يمكن أن يكون أيضا في صورة القهر على المستوى الفردي، من شخص لآخر. والاضطهاد يظهر جلياً واضحاً في القوميات التي تُميز فيها فئة على أخرى ,
ومن هنا يأتي الاضطهاد الفكري وهو الأمر الذي تسعى إليه بعض الحكومات المزعومة من خلال إرغام شعوبها , في عدم الخوض بالتفكير في بعض القضايا من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم التي يعانون منها.
وهنالك أيضاً الاضطهاد الذي يكون بقوة القانون، وهو الأكثر شيوعا , كالاضطهاد ضد الأقليات بأساليب عنصرية ، وعدم أعطائها الحقوق المعطاة للجماعات الأخرى، كما حدث في ستينات القرن العشرين. وكما يحدث الآن في إسرائيل ضد العرب . عندما تمارس تلك القوى السيطرة بتنفيذ مخططاتها بالقوة .
وقد يأتي في صورة فرض رسوم عالية جداً كضريبة المبيعات أو رسوم الإقامة في بعض الدول المتشدقة بقوميات معينة.
وهناك بعض الدول قامت بسحق أي فكرة و شل حرك التفكير لكي تضمن بقاءها في المكان الذي تريد وهذا يدل على أنها لديها أيادي خفية تحاول منع التقدم لدي شعوبها نحو التنوير الفكري الذي يساعد في نشر التوعية في الدول النامية .
وكذلك قامت أيضاً بسحق كل التنوريين بوضع الأشخاص غير المناسبين في المكان غير المناسب لهم لكي لا تنتشر تلك الأفكار التنويرية
كما نرى أنه قد يحدث بمنع المفكرين والتنويريين من ممارسة كل أنشطتهم
ومن ثم فإن تلك السياسية التي تمارسها تلك الدول وهو ما نستطيع تسميته بسياسة نقل الأحجار على مربعات الشطرنج
كما يجدر بنا أن نشير إلى أن الاضطهاد يختلف في قوته وحدة عنفوانه عند توجيهه إلى أشخاص معينين. ومثال ذلك ما تقوم به الشرطة من الإضطهاد عند التعامل مع المجرمين الذين اعتادوا على الإحرام بصورة أكبر من المجرمين الجدد. وقد يكون الإضطهاد بين أعضاء مجموعة معينة، بحيث يمارس أعضاء المجموعة الاضطهاد بين بعضهم البعض و المثال على ذلك في المجموعات المهمشة التي يؤمن البعض بمبادئ المجموعة، لكنه يظن أن المجموعة مهمشة بسبب ظروف لا ترجع إلى المبادئ ذاتها، بل إلى نقص في القدرات لدى أعضاء المجموعة. ومثال ذلك ـ الدول النامية التي يمارس فيها البعض اضطهاد على سكان دولته، لأنه يرى أنهم السبب في تأخرها في النمو. وهذا يدل على عدم الإدراك الفكري لدى تلك الدولة في التوعية من خلال إبعاد المفكرين وتهجيرهم والاعتماد على من يدفع أكثر ليتولوا مهمة التمنية بسلوكيات متخصصة في التفكيك ولا تهدف إلى تحقيق ابتضامت والتكامل مع الآخرين
وهنالك الاضطهاد الذي قد يأتى من الهجوم النفسي، كاحتكار السلطة، وفرض القيود بالقوة.
ولكن يلقى الاضطهاد مقاومة شديدة في جميع أنحاء العالم، من خلال ما تقوم به جمعيات حقوق الإنسان للتصدي لعمليات الاضطهاد، وخصوصا في كثير من البلدان غير المستقرة , التي ينتشر فيها الفساد
كالرشوة بالمال و الإغراء بالجنس لتحقيق السيطرة على كل من يشغلون المناصب الحساسة على مختلف الأصعدة في جميع الحكومات وفي مختلف مجلات الأنشطة الإنسانية وهذا أيضاً ينطبق على المفكرين والناشطين سياسياً .
وعندما يقع أحدهم في شباكهم من التنويريين , لابد وأن يُستنزف بالعمل في سبيلهم , عن طريق الابتزاز السياسي , أو التهديد بالخراب المالي , أو جعله ضحية لفضيحة عامة كبرى , أو بالإيذاء الجسدي , أو حتى بالموت هو وذويه.
يجب على التنويريين الذين يعملون كأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية , أن يولوا اهتمامهم على الطلاب المتفوقين عقليا والمنتمين إلى عائلات مختلفة , لصنعوا فيهم الدوافع بالإتجاه نحو الأممية العالمية , كما يجرى تدربيهم فيما بعد تدريبا خاصا على أصول مناهج البحث العلمي , بتخصيص منح دراسية لهم .
وهنا يأتي دور الأسرة في صناعة الفكر الوسطي الذي يعتمد على فكرة القبول بالأخر من أجل التعايش السلمي والعيش المشترك من منطلق حق الحياة وحق الحرية وحق التفكير وحق التعبير عن الرأي حقوقاً أصيلة لا يمكن التنازل عنها ولا يحق لأي أحد مصادرتها مهما كانت الظروف
وهنا يأتي دور الأهل كذلك في التوعية الفكرية , وترسخ في أذهانهم أن تكوين حكومة عالمية واحدة في العالم كله , هو الطريقة الوحيدة للخلاص من الحروب والكوارث المتوالية وتركيز على بناء الشباب المستقبل في تنسيق وتدقيق العالمي وزرع الأفكار النيرة لديهم .
........................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة
30 / 9 / 2017