الأربعاء، 23 أغسطس 2017

السقوط .. للشاعر هشام ذياب المصعدي(أمير الحروف)

السقوط .. للشاعر هشام ذياب المصعدي(أمير الحروف) 
........................................................

ما للحـروف تسـاقطتْ
مثل الطيور بلا جناحْ
من قمـــةٍ فــي أيكهــــا
فتجـزأتْ
وتكسـرتْ
وهاجرتْ أشلاءها
في غيهـا بين السطـورْ
تلـفـتـتْ
وتأمـلـتْ
وجــه المـــرايا ناظــــرةْ
تروي حكايا من عصورٍ غابرةْ
أيام كانت في تراكيب الجُمل
مثـــل الطيــور مُهـــاجرةْ
لهــــا هوية واضحةْ
محفورةٌ في الذاكرةْ
لكنها فُقدت بها حتى المعاني العابرةْ
لملمتها ... فتنـاثرتْ
جمّعتها ... فتبعثرتْ
أَعدتها لسجنها جوف القلمْ
لأنه بجرمها القاضي الحكمْ
إذا تحدث أو رســمْ
ببسمةٍ عن الفرحْ
أو دمعــةٍ مـع الألمْ
لعــلهـــا إن عُتِّقتْ ستهتــــدي
خطــواتها
لـنـفـسـهــا
بـنـفـسـهــا ستفتدي
تـحـت الســكـــــــــونْ
بحكمــةٍ ستهتــــدي
بغيـــر شكٍ أو ظنونْ
إن طلقت عهد الجنونْ
صمتت نهـــــاراً كامــــلاً
لكنها عند المساء
بدأت تصيـحْ
بصــوت ثكلى تستغيث
فوق الضريحْ
ورددت فــي قـولهــا
الله يا ربــــــي أنا
الله من قدري أنا
الله يا حظــي أنا
الله يا وجعــي أنا
العين بعـدك لـــم تنمْ
والقلب عصفورٌ جريحْ
فهــل ســــوايَّ مستريحْ
أم أنــهُ مثلـــي جــريـحْ
فأفقتُ مفـزوعاً أنا
مردداً نفس الكلامْ
وبنفس ما كانت تصيحْ
رآيتُ ناراً تشتعــــــلْ
فــي مـرقــدي
أحسستُ أنــي قـد أموتْ
صدري يضيق
فلم يفـدني تعبـدي
ولم يفدني تهجـدي
ولم يفدني توحدي
ولم يفدني تفـــردي
ولم يفدني تعــددي
وسمعتُ جاري يستغيث ويشتكي
مردداً نفس القصص
وجارهُ وجارهُ وجاره
وكأننا بتنا جميعـــاً في القفص
أدركتُ حينها أننا
كــأمةٍ قد قـــررتْ
قتل الضمير
لــــم ننتهــي
لــــن ننتهـــي
والآن في قبـل الأخيرْ
إني أُنادي في الجمـوع
لا تقتلوا روح الضميرْ
لا تقتلوا روح الضميرْ
لا تقتلوا روح الضميرْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق