..............
من يريد أن يسبح ضد التيار حتى وإن كان على حق ، فعليه أن يكون ذا أرادة قوية وعزيمة لا تلين  .
لأنه حتما سيواجه الكثير من  العقبات والصعوبات التي  قد تضطره أحيانا إلى الانحناء أمامها ريثما يهدأ التيار ويهدأ من يسبح معه . فالتيار المعاكس الذي يسبقَ  العاصفة الهدامة لكل شيء وهذا يأتي بسبب أطماع الآخرين وتدخل  الطوائف الدينية وتفككها وهذا الأمر يحور ويحول تلك العقول المتطرفة  والساذجة  لتعمل بكل ما للكلمة من معنى. وقد آل هذا تدمير القوة البشرية والعقلية , مما جعلهم في صراع مع أنفسهم وعدم الجوء في المطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة بالطرق السلمية .
وهنا يأتي دور الدول العنصرية في تمزيق ما تبقى من تلك العقول وجعلهم يدورن حول أنفسهم . وقد أصبحت تلك الدول العظمة تتهاون مع تلك الطوائف المتطرفة وتتحكم بها بأسم الدين وبغيره من المسميات الأخرى , ولذا نرى ما يحصل في الوطن العربي وكيف قامت تلك الطوائف في تمزيق الوطن إلى أجزاء صغيرة متناحرة وتسببت بالتشريد والجوء من أجل أن تتحكم هي بالصادرات والوردات ـ وفوق كل هذا تعمل تلك  التيارات  بصورة ممنهجة في تدمير الوطن وانتشار الأمراض الفتاكة التي تفتك بأبناه  . وهذا ما يمكن تسميته بالدمار الشامل وعدم قدرة إي منظمة في تقديم العون لهم وكل هذا من أجل السيطرة على المنطقة بالكامل . ومن يريد أن يسبح ضد التيار علية أن يعرف كيف يسبح عكسه فكل هذا فقط من اجل السيطرة على جميع الموارد الداخلية والخارجية والتصدى لكل من يريد أن يرفع رأسه ويطالب بحقوقه لأنه إنسان وقد قامت هذه التيارات الطائفية ومن يساندها بخوض المعارك الطحانة . ونرى الآن كيف أصبح الوطن العربي تحت رحمة تلك الطوائف التي لا تنتمي إلى إي ديانة وكيف تسحق كل من يقف أمامها .
وهناك من يسعى جاهداً من أجل الحصول على السلطة والمال ولكن على حساب من لا يملك إي مقومات تلك السلطة ويقوم فقط بالإنقلاب . وهناك من يحلم في هذا ولا يعلم أن الحصول على تلك السلطة تحتم عليه أن يكون قادراً وقدوة لغيره لكي يتم مساندته  في وجه التيار وليس ضده هو لكي لا يغرق ويطأطئ رأسه أمام من هم أقوه منه . (من وجه نظري أنا عندما تريد أن تحلم في أمتلاك تلك القوة والسلطة لو كان مجرد حلم عليك أن تحسب خط الرجوع قبل أن تمشي ضد التيار المعاكس لكي لا يقف التيار كحائط سداً منيعاً في وجهه ) .
فالمتغيرات التي مزقت بعض الدول وتدخل بعض الدول تقف معا ضدنا ونحن نقف ضد بعضنا البعض ويقع كل منا في الهاوية التي لا صعود منها أبدا نحو القمة فكل هذا  التغيير كان مزلزلا كالذي أحدثته قبل عقود  ومن ضمنها حلم الربيع العربي والتحالف الذي وقع علينا أدى إلى صناعة  تلك الطوائف غير المعروفة أبدا فسحق هذا الحلم وامسى الربيع خريفاً ثم أصبحاً كالدمى المربوطة بالخيوط ليشد البعض من طرف ويمزق  البعض من طرف آخر مما جعلنا نتخلى عن مبادئنا وإرداتنا بشتى الطرق والسباحة ضد هذا الواقع الجديد بحجج وذرائع مختلفة ، يؤدي إلى التنازل  عن كل ما هو مضيء من تاريخ وحضارة، لأنه مخاطرة كبرى بكل حاضرنا ومستقبلنا . فهل هذا ما نريده للوطن العربي ؟ 
سأترك الإجابة لكم جميعا.
وأسفي على دولٍ باعت أخلاقها 
.........................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظة
19 / 8 / 2017
 

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق