الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

. لحظات طاهـــــرة .......... بقلمي ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات

. لحظات طاهـــــرة 
..............
 أسندت فرح ذقنها بين قبضتي يديها وهي تضع مرفقيها على مكتبها كمديرة لهذا الفرع المخصص لبيع الاحذية والحقائب النسائية المستوردة غالية الثمن وكانت عميلاتها من الطبقة الراقية الثرية ....جعلها المهندس عامر صاحب المعرض والشركات مديرة لهذا الفرع تقربا منها وطمعا في جسدها قبل قلبها ..لكنها كانت تتملص منه وتهدده بترك العمل رغم حاجتها الماسة للعمل ولذلك يستحيل أن تفرط بشرفها لأنها تربت على قيم ومبادئ أخلاقية راسخة.

كانت فرح دائمة النظر في الأفق البعيد وكأنها ترمق اللا شيء ..وفكرت في حالها وتذكرت تجربة الحب الحقيقية عاشتها ذات يوم رغم فشلها ..اخلصت ولم تجد إلا الخيانة ...وثقت ولم تجد إلا الخداع ...ففي النهاية تعلق الحبيب بذيل احدى الممرضات العاملات بالخليج ليسافر معها ....منذ ذلك اليوم وقلبها قد تحجر ..وعواطفها قد تجمدت كفصل الشتاء البارد ..لم تعد تشغلها نظرات الاعجاب ولا محاولات التقرب لها ...اغلقت قلبها في وجه كل من يحاول طرقه ..افاقت من تأملاتها على صوت احدى العميلات تجادل امين الخزينة على نسبة الخصم فأشارت اليه بالموافقة ...وابتسمت لها العميلة شاكرة ..
سمعت ضجة عالية بصالة المبيعات ...بعض السيدات يتجمعن حول بائع متجول يعرض عليهن اكسسوارات وملابس نسائية راقية ...ذهبت إليه مسرعة تطلب منه الخروج كي يبيع بضاعته بالخارج وليس بمعرضها ...استعطفتها بعض العميلات فأبت وظلت واقفة تشير بأصبعها نحو الباب ..نظرت إليه عندما وقف ليحمل حقيبتيه علق واحدة بكتفه .. والاخرى حملها بذراعه القوية ..كانت حمولته تنوء بها سيارة صغيرة ...تبسم لها وقال ...حاضر أستاذتي اسف وسأخرج.
فكرت بهذا الشاب الذى يحاول قهر ظروفه وكيف كان رده الجميل عليها رغم تجهمها في وجهه ...تمنت ان يأتي في الغد لتتركه يبيع بضاعته ...فمن هي حتى تتحكم في أرزاق الناس ولا تساعدهم ...أحسست بالحزن والغضب من موقفها
 في اليوم التالي ورأت فرح الشاب يدخل حاملا أثقاله ..ولكن بدلا من أن يتجه لصالة المبيعات التي تجلس فيها العميلات ...أتجه مباشرة إليها وعلى وجهه ابتسامة خفيفة وقال : جئت أعتذر عن تصرفي يوم أمس فقد كان يجب أن أستأذنك أولا ...سلام ..ثم استدار ليخرج فاستوقفته قائلة : أسمع يا اااا .. ؟ ..ما اسمك ..قال سيف محمود ...أشارت إليه بالدخول ليعرض بضاعته ..تهللت أسارير وجهه وشكرها ...بعد فترة تقدم منها وقال لها أشكرك أستاذة ...فجأة وبدون سابق إنذار وجدت نفسها تمد يدها لمصافحته قائلة ..اسمى فرح واسم الشهرة فراشة ...بكالوريوس خدمة اجتماعية ..تبسم وقال انا آداب القاهرة ...شكرها وانصرف.

تكررت لقاءات فرح وسيف كثيرا في الفرع وبدأ قلبها ينبض من جديد وتنصهر ثلوجه وبدأت تتمنى رؤيته باستمرار ...
عند اقتراب موعد الغداء وجدت أمامها شخصا يرتدى بزة جديدة في كامل الأناقة والوسامة ..يقف أمام مكتبها لدعوتها للغداء عرفاناً بجميلها وشكرها ...نظرت إليه فإذا هو سيف ...خرجت من فمها صافرة عفوية تعبيرا عن التعجب ...ألغت عقلها واعطته يدها وقبل الانصراف ..دق تليفون مكتبها ...كان صاحب المعرض المهندس عمر يطلب منها الحضور مساء لبيته ومعها إيراد المحل الأسبوعي وكشوف المبيعات ...فكرت وارادت أن تصده فقالت : نعم باش مهندس عمر سآتي إليك مع خطيبي في الحادية عشرة هذا المساء ....تبسمت وأكملت : فهو معي الآن وسنذهب للغداء ...
صرخ المهندس عمر وقال كلا كلا لادعى للتعب سآتي اليوم الى الفرع وظل يكأكئ ويتلفظ بألفاظ غير مفهومة
نظرت الى سيف الذي صارت تلقبه يزن وانطلقا في ضحكة عالية ...منحته يدها وخرجا سويا ...نعم انه حب يولد في لحظات عمل طاهرة
قصة قصيرة ...
................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظه
30 / 11 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق