روايتي .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
قصيدة قصصية سردية
......................................................
يا أيها الأحبـابْ
يا أيها الأصحابْ
يا أيها الأقـــاربْ
يا أيها الأغــرابْ
لو تعلمون حالتي
لو تعرفون قصتي
للهِ وحدهُ رفعتُ شكـوتي
للهِ وحدهُ قدمت دعوتي
لأنهُ العدل الحكمْ
وخــالقي من العدمْ
لكنني لم أستطع أن ألزم السكوتْ
بالصمت حقـاً أختنق لأنني أموتْ
ماذا جنيت من ذنوبْ
مولــودة من النســـــاءْ
عاداتنا لا توئد النساء بالقبورْ
وإنمــــا بدفنهن بالـورد والعطورْ
بأســرهن في القفص
وقيــدهن بالـــــزواج
عشيرتي من قررت نيابةً
باسم الزواج والسرور
والصك عندهم عقد النكاح
فهكذا يستعبدون الأمهـــــاتْ
مــــاذا تلد لــو أنجبتْ
غير العبيد والإمــــاءْ
غير التعاسة والشقاءْ
غير الدمـوع والبكــاءْ
فعرسهـــا ليس الفرح
بل إنهُ مراسـم العـزاءْ
مـــاذا أقــــــــول يا أبي
مـــاذا أقـــــــول يا أخي
مقهورةٌ لأنني مسؤلةْ
مقهـورةٌ لأننـي مديـرةْ
وهذه لوحدها مصيبةْ
مقهورةٌ لأنني حبيبةْ
بالقلب يسكن الحبيب
ذك الذي تدعونهُ الغريبْ
مـــاذا أقــــــــول يا أبي
أنت الذي علمتني الشـــمـــــوخ والإباءْ
مـــاذا أقـــــــول يا أخي
أنت الذي غذيتني بعــزتي والكبرياءْ
جميعكم تقولون أنني لا أشبه النساءْ
بالعقل والذكاءْ
لم أنسى يوماً واحداً الله والوطن
وبعدهم محبتي لأسرتي
بالبــذل والعطاء والولاءْ
نفسي فداؤكـم بطاعتي
لكن لمـاذا يا أبي
لكن لماذا يا أخي
قراركم أن تعدموا سعـــادتي
وتجعلون بينكم ديار غربتي
عـاداتكم من تصنع النصيبْ
لا حق لي بالاختيــارْ
لا حق لي بالإعتراض
لا تسمحون بالحــــوارْ
في حضـــرة الكبـــــــارْ
هذا هـو نص القــــــرارْ
أميرةٌ أُولى بلحمها
ليس الغريبْ
الأولى ابن عمها
لأنه القريبْ
مـــاذا أقــــــــول يا أبي
مـــاذا أقـــــــول يا أخي
قراركم لا حق لي بالإختيارْ
وليس عندكم غير القبول بالقرارْ
لا تقلقوا .. لا تقلقوا
بنت الكرام .. أخت الكرام
مـا فكرت بأن تلــــــوذ بالفرارْ
ما فكرت بأن تقوم بالإنتحارْ
فارســة لن تأتي لكم بالعــارْ
مـــاذا أقــــــــول يا أبي الحبيب
مـــاذا أقـــــــول يا أخي الحبيب
عن حضرة العقيد
لا يمتلك شيئاً من المشـــــاعرْ
الناس عندهُ جميعهم عساكرْ
الزوجة عندهُ مجندةْ
حياتها وظيفة مُهددةْ
مهـامهـا قضية محددةْ
مهــامها إطاعة الأوامرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق