الجمعة، 16 ديسمبر 2016

حب يغرب مبكرا ......... بقلمي ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات




حب يغرب مبكرا 
.................
اسرعت فداء في مشيتها لتصل الى ذلك المكان الهادىء على شاطئ البحر الذى تعودت على الجلوس به طوال ايام الصيف ...كانت تذهب في وقت العصر لتحرص على رؤية غروب الشمس رغم ان والدتها كانت تفضل منظر الشروق وكانت تقول انها ترى فيه ميلاد يوم وحياة وامل جديد ....لكن فداء كانت تفضل دائما ان ترى الغروب ودموع الشمس الارجوانية وهى ترحل مودعة الارض والبحر
وصلت لمكانها المفضل وفتحت كرسي صغير كانت تحمله وجلست عليه ..داعب هواء البحر ملابسها وحاول الاطاحة بغطاء راسها وشعرها فبعثر بعض خصلات بنية من شعرها ظلت تضرب وجنتيها ...كنا فى اواخر الصيف وكانت فداء في التاسعة عشرة من عمرها
نظرت حولها على الشاطئ كأنما تبحث عن شخص ما ...نعم انها تبحث عن سعيد ...ذلك الشاب الحزين دائما والذى اعجبت به يوم انقذ طفلا غفل عنه والديه
نظرت اليه كان يحاول ان يخفى حزنا دفينا في عينيه بابتسامة باهتة على شفتيه ...تكررت النظرات والتحية اليومية ..وقليل من الكلمات ...كانت تخبئ وجهها خلف كتاب تقرأ به ...وتختلس النظرات من خلاله الى سعيد ...لكنه كان يبدو دائما غير سعيد ..بل كان يبدو غائبا عن الوجود .. كأنما يحاول الاندثار وسط لوحة الغروب الأرجوانية المرسومة باتقان ....
افاقت فداء من ذكرياتها على صوت ارتطام كرة كبيرة خفيفة في ساقيها ...وطفل صغير يتقدم اليها معتذرا بابتسامة
ناولته الكره وقبلته وفى اليمين وجدت والده يشير لها بالتحية
رباااااه ....انه هو سعيد كيف لم تنتبه لوجوده ...عرفت انهم حضروا اثناء سهوها مع ذكرياتها
تقدم منها سعيد وصافحها وقال لها ابنى يوسف واشار الى سيدة تجلس على بساط ضخمة الجثة قائلا ...بنت عمى الذى رباني واحسن إلى ... وزوجتي
سألها عن الكلية التي التحقت بها فأجابته بانها كلية التربية قسم لغة عربية لعشقها للأدب العربي ...
قال كان عمى قلقا على ابنته الوحيدة وزوجني اياه ووافقت ردا لجميله وانجبنا يوسف
واشاح بوجهه ناحية البحر كأنما يستلهم منه الحكمة وقال : انها الحياه يافداء ...لاتعطينا كل ما نتمناه ....لكن الحمد لله على كل حال
اخذ ابنه واستدار متجها نحو زوجته
ابدا لن تتمنى من ليس لها ...نعم انها الحياة ياسعيد فانت من اجل رد الجميل لعمك اخفيت حبك ووئدت قلبك ....وانا لن اقل عنك ...نعم انها الحياة يا اول من طرق قلبي واستجاب له ...واحس بلوعة الحب والشوق التي قرأت عنها كثيرا
كانت الشمس تسير سيرا حثيثا نحو الغروب كأنها ذهبت خلف المياه الزرقاء لتنعم بالغوص بعيدا عن الاعين ....وقفت فداء واغلقت الكرسي الخاص بها وحملته ومعه كتابها وقالت بصوت مخنوق ... سلام يايوسف ..... نعم انه الغروب لعلاقة حب نقية طاهرة لم تدم طويلا ....
مسحت فداء وجنتيها من دمعتين انحدرتا كاللؤلؤ على وجنتيها وهي تهمس لنفسها ... نعم ان لكل شيء غروب
قصة قصيرة
..............
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات
حقوق النشر محفوظه 
16 / 12 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق