الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

{حرب كونية } ........ بقلمي :فاديا حاووط




كتبت هذا المقال منذ اكثر من اربع سنوات حين تعرضت أمريكا لتسونامي ساندي و وقفت بكل جبروتها عاجزة امام قدرة رب الكون ومدبره ....
واطلقت عليه عنوان 
{حرب كونية }

برق ...رعد ... أعاصير ... مطر غزير ... ألا فساء مطر المنذرين .... ريح صرصر لا تبقي و لا تذر .... نيران تتراقص هنا وهناك تأكل كل يابس وأخضر ... بحر هائج ... موج غاضب يحمل الموت للبشر ... ظلمات واستغاثات وذعر غير منتظر ... والكل عاجز أمام القدر ... يالهول المنظر ....
إنها حرب كونية .. حرب المنتقم الجبار المقتدر حيث قال في كتابه العزيز : 
{فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون }
أين التكنولوجيا ؟؟! أين المفاعلات النووية ؟؟! اين القنابل الذرية ؟! أين الأسلحة الفتاكة التي يباهون بها عالم الأسلحة الثقيلة !! كلها تضاءلت أمام عذاب الله فكانت هباء منثورا ... إنه الجبروت العاجز أمام قدرة خالق الأكوان ومدبرها وهو القائل { اولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } 
الهي ما أعدلك !! لقد سقيتهم كأس الويلات والآلام والعذاب الذي جرعوه لشعوب العالم علهم يرجعون ولكن هيهات هيهات ... فقد قتلوا الأبرياء وسفكوا الدماء دون ان يرف لهم جفن .... نهبوا ثروات البلدان ... انتهكوا الحرمات والمقدسات ... سخروا من الرسل والاديان ... شحنوا النفوس بالضغائن والأحقاد 
سخروا كل مايملكون من قوة لدمار العالم وشقاء الشعوب ...علوا في الارض 
وعاثوا فيها فسادا وأي فساد ؟! فكيف يكون العقاب ؟! لا بد ان يكون من جنس العمل فالله ليس بظلام للعبيد ... لكنه يمهل ولا يهمل وهذا ما اكده بقوله تعالى : {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا } 
فانتبهوا أيها الظالمون من غفوتكم وارتقبوا نهايتكم الوخيمة إنا معكم مرتقبون 
فهاهي ذي بداية النهاية .. نهاية الظلم والظلام .. نهاية البطش والبغي ..نهاية 
العلو والكبر ..نهاية استغلال الأقوياء للضعفاء وما هذا بعجيب لأنها نهاية كل جبار عنيد كما رأيناها في ابليس الذي عصى امر ربه فطرد وكان من الصاغرين 
وفرعون الذي طغى وبغى فكان من المغرقين ... وقارون الذي علا في الارض فخسفت به وبكنزه الدفين ... ولعل في قصص الأقوام السابقة التي أخبرنا بها 
القرآن الكريم كعاد وثمود وقوم نوح وآل لوط وبني اسرائيل وغيرهم ....
عبرة لمن يعتبر 
اما أنتم يا أمة محمد ... يا من كنتم خير امة أخرجت للناس ...ماذا دهاكم ؟!!
لقد صدق فيكم نبوءة رسولكم إذ قال {ص } 
{تكاد تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها قلتم اومن قلة نحن يارسول الله قال بل كثر ولكن كغثاء السيل } فكل ماتعانون منه من ضعف وإذلال وسفك دماء وويلات وعجز إنما هو من سوء أفعالكم ..قال تعالى : 
{ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } 
كيف لا ؟! وقد غرتكم الدنيا فتقاعستم عن أداء فرائضكم .. بخلتم على الله 
فلم تؤدوا زكاة أموالكم ...تشابه عليكم الحلال والحرام فلم تفرقوا بينهما ..
هجرتم القرآن ونسيتم أخلاقه وتسابقتم في التباهي لتقليد الغرب وأخلاقه.. 
تخليتم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو واجب عليكم ...
ازاغت الدنيا بصائركم بزخرفها فرحتم تلهثون وراء متاعها ناسين الموت
والحساب والآخرة ....
لحقتم ركب الظالمين وخلفتم وراءكم المظلومين يعانون القهر والفقر والعدوان
غدر الأخ بأخيه فانتفى الأمن والأمان ... أكلتم السحت ... أشعتم الفاحشة ... 
وبعد ذلك كله تدعون الله { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } 
تتذمرون وتنكرون عدم استجابة دعائكم وانتم تعلمون ان ماكان من خير 
فمن الله وما كان من شر فمن أنفسكم فانظروا ماذا انتم فاعلون ؟؟!!
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤ منون }

بقلمي :فاديا حاووط 
حقوق النشر محفوظة للمؤلفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق