السبت، 12 نوفمبر 2016

وطنٌ يبحث عن وطن .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)


وطنٌ يبحث عن وطن .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
قصيدة ترسم حروفها معاناة الإنسان اليمني خصوصاً والإنسان العربي في زمن الحروب الداخلية في تاريخنا المعاصر
.......................................................

أفـتـشُ فـي بلادي عـن بلادي 
وأرسمهــــا نقــوشـــاً في فؤادي
أُناجيهـــــــا كــــأني في ضـلالٍ 
وابحثُ في جنونها عن رشادي
كـــــأني بتُ مفقـــــوداً وفيهــــا 
حنيني هـاتفــــاً دومـــاً ينادي
بأحلامي بنيتُ بهــــا قصــــوراً 
رمــــالاً في الرمـــــال بلا عمادِ
فأرقص في رباهــا رغـم حزني 
واضحك في بكائي من حدادي
رأيتُ الحـــزن فــي وطنــي رداءً 
ولــــون الصبــح أشبه بالســـوادِ
طقـــوساً كيف أحييهــا عـــزاءً 
نزيفـــاً من دمـــائي ومن مدادي
فأهرب للرقـــــادِ برغم سُهدي 
لعـــل الوصــــل يأتي في رقادي
فنار الشـــــوق في جوفي سعيرٌ
لأنثر في جبالهــــا من رمــــادي
جفــاني النــوم في شــوقٍ إليها 
فنــومي في ســـواها كالسهــــادِ
أرى في مائهـــــا أحلـــى شـــراباً 
وإن كـــان الرحيـــل بغيــر زادي
أتيتهـــــا ســــائراً من غيـــر نعلٍ 
فسيــري في ترابهـــا كالجهــــادِ
بقلبي قد سمعت اليـــوم صوتاً 
ألبي مســـرعاً صـــــوت المنادي
لأرشف ثغـــرهُ بالثغـــر حلمــــاً 
وأسـكــن حـضـنـهُ بـيـن الأيـادي
لنحيـــا في الهنــاء بغيـر خوفٍ 
نكيد العــــاذلين مع الأعـــــادي
ســــأبقى فارســــاً شهمــــا نبيلاً 
حـروف الشعــر عندي كالجوادِ
أروضهـــــا إذا مــــــا شئتُ نظمـاً 
ليسمـــع صوتهـــا حتى الجمـادِ
أنــا مـن نســـــل بلـقـيـسٍ وأروى 
ألـــوا عــزمٍ شــداداً من شـــدادِ
تراب الأرض يعـــرفهم جميعـاً 
وكـــل العــــــاديات من الجيــــادِ
سيــــوفهمُ بلمــعِ البـــرق تـأتي 
تهـــزُ الراسيــات مــع البـــــوادي
لهـــم لان الحديد كمـــــا أرادوا
بإذعـــانٍ ولـــم يبدي التمـــادي
سهــــــــامٌ إن رمــوهــــــا نافذاتٍ 
إرادتـهـــم عتـــاداً فـــي العتـــادِ
نعـــم في أرض أجــــدادي ولكن 
بـلادي هـــــل تـزل حقــاً بـلادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق