محتضر يعزي اقرب الناس إليه ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))

محتضر يعزي اقرب الناس إليه ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))

........................................................

يا ســــاكنـاً بين أضــلاعــــي منــاصفةً 

شــريك روحـــي وروحـــي الآن تحتضرُ

أمـــــا ترى أننــــــي المكلـومُ منهزمــــــاً 

والحـــزن طاغٍ سكــون الليـــــل يعتصرُ

كفكف دموعــي التي ساحت سحائبها 

كمـــــاطرٍ من سحـــــــــاب الغيث ينهمرُ

لا أخشى موتي مع الماضون إن رحلتْ 

لله روحـــــي وكــــــان المـــــوت ينتظـرُ

حـزني عليـك فأنت الروح في جسدي 

حياتك اليــــــــــوم قبلي سوف تنشطرُ

حيـــاتنـــا من قــــواريــرٍ إذا إنهــــدمتْ 

لا يشعب الكســــر فــــــي قلبٍ سيقتبرُ

إن التــــــــراب يواري عيب ســــــــــاكنهُ 

لكـن من فـــــوقــهُ يخشـــــى فينكســــرُ

ويصبحُ الحــــــــال سجـــــاناً لمن كُِلموا

بغيـــر سجنٍ ولا أســـرٍ بمـــــــا أســـــروا

لا ترتدي يا أسيفـــــاً ثوب مـــــأتمتــي 

لا تظهــر الحــــزن إن الخـــــزن يستترُ

خلف الصدور التــــي يحيــا بهـــــا أملٌ 

كبعث مـوتــى بذكــــراهم إذا ذُكــــروا

لا تنهــــزم بعد فقدانــي علـــــى كبرٍ 

العقــــــل أقــوى وفكــر العقـــل ينتصرُ

إرضى بمــا جـــاء فـي حكم الإله رضاً 

فلا نجــــــاة لمن قد جــــــــــــاؤهُ القدرُ

الشمس ترضـــا كســوفاً حين يطفؤها 

ويسلم الأمـــر مخســوفـــــاً لهُ القمـــــرُ

إرســـل دعـــاءك مــأثوراً إلـــى سكنــــي 

مثــــــــل الهدايا مــــع الزوار إن حضروا

واختمـــهُ بالحمــدِ والتسبيحِ مُبتهــلاً 

ثم الصـــــــلاة علـــــى المختــار تنتشرُ

أضعــــاف من جــــــاؤا بيت الله زورتهم 

حجيج كانوا مــــع من جـــــــــاء يعتمرُ

.. **** مناسبة كتابة القصيدة ...

انتقال بعض الأهل في هذا اليوم إلى جوار ربهم فذكرت بوفاتهم رحيل ولدي الأكبر إلى جوار ربه قبل عشرة أشهر ـ ومازاد الحزن أن تقف الظروف التي نعيشها حائلاً أمام الأحياء ليعزون بعضهم بعضاً ـ فسمعت الموتى الذين فقدانهم خلال هذه السنوات الأخيرة يواسوننا ويعزوننا أكثر منا وبالأخص سمعت صوت فقيدي

فرحمة الله على موتانا وموتى المسلمين جميعاً ـ سلامٌ عليهم هم السابقون ونحن بهم إن شاء الله من اللاحقون