
حرم الحب وقبلة العاشقين ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
........................................................
حـــرمٌ أنتِ طهورٌ كــل شبرٍ فـــي رحابكْ
إينمــا شئتِ فإني بعض خيطٍ في ثيابكْ
فـي حياتي وممـاتي مثل قبرٍ فـي ترابكْ
يا بلادي إزرعيني مثــل نخلٍ فـي شعابكْ
وســـط سهـــــلٍ فـي جنــوبكْ
وســـط حقـــلٍ فــي شمــــالكْ
فأنا المفتون عشقـاً وهيامـاً في جمـالكْ
حسنــكِ الفتــان لا مثـلاً لــــهُ
يا حيـــــــــــاتي رغم مــــــا بكْ
أنا لا أشكــوك فيمــــــا أشتكـي
إنـنــــي أشكو إلى ربـي مُصابكْ
جنة الله علـى الأرض حتـــى
بسعير الحرب ناراً في عذابكْ
إنما أرجوك عذراً فاسمحي لي
لفؤادي إن تعالى النبض شوقاً في عتابكْ
لـــم أغب عنك بأرض الله يوماً باغترابي
ففــــؤادي بين أضــلاعي ولكن
بحضوري يشتكــي منـك إليـكِ من غيابكْ
مـاءكِ أنقـــى من الكوثر عذباً
فلمــــــــاذا لا أرى إلا ســـــرابكْ
حربك اليـــوم فجــوراً وضلالاً
ليس لي يدٌ بأحداث إحترابكْ
اعذريني يا بلادي لن أشـــاركْ
إن جـــدي ثار من قبــــــل أبـــي
كان قديسٌ شـريفــاً وعفيفــــاً
عنده النــاس جميعـاً إخــــــوةً
لم يفرق بين شيخٍ وفقيرٍ أو عيالاً للنبي
مثلمـــــا يحدث اليـــوم فـي جهل ضلالكْ
علمونــي كــــل هذا منــذُ أن كنتُ صبــــي
لن اقف في صف شقيقي محرجا بالكذبِ
حينمـــــــا يظلم ســواهُ حـــاقداً
أنا لا اقتـل إلا آثمـــــاً أو معتدي
إن غـزى أرضــي عدواً أجنبــــي
أو تجبـــر إخـوتـي أو صــــــاحبي
حبكِ جــزءٌ من الدين اعتقـــاداً
وهـــواكِ باعتقـــــادي مذهبـــــي
يا بلادي أخبـري قلبــي رجـــــاءً
هـــــل ســـأمضي طول عمــــري بانتظاركْ
يا بلادي افتحــــي للحب ببــابكْ
فأنا المهــزوم فـي كـــل اقتتالكْ
حين يأتـــي الحب يهدينا سـلاماً
فاخــري الفــردوس حباً بسلامكْ
حطمـي الكُـره بأقدامـي انتصـاباً
حين لا امشــــي بأقدامــــي ولكن
عندمــا أمضي كثائر نحو نصـري بنعالكْ
عندها الليــل سيمضـــي خـــائفاً
حين يُمحــى الظلم من أجيـــالنا
بقدوم النــور عدلاً فـي نهــــاركْ
كالمليكة في خلايا النحـل مهما أنجبتْ
لا يتــوج من تزوجهــا على العرش مليكاً
كــل يعســــوب لــه بالنهــــج وقتاً
ثم يذهب دون أن يرجـو وصــالكْ
هكذا الدستور نصاً واضحاً
كـــــل عقــدٍ له أيامــاً بتشــــــريع قرانكْ
عندهـا تمضــي بنا الأيام بيضــاً
وهدايانا إليـــك منجــزاتاً خــالدةً
كلمـــــا جئنا إليـــــك كـــــي نبارك
فنعيش الفرحة في يوم احتفالكْ
انزعـــي فستــانك البــــالي القديم
خــاطه الوهم قبيحـــاً من غُبــاركْ
وارتدي للعـــرس ثوبا فاخــراً
من خيوط النور بياضاً ناصعاً
من نسيجٍ من حــريرٍ ناعمٍ مثـــل ضبابكْ
زاهيـاً فــــوق أكتــاف جبـــالكْ
فاخــراً فـــوق أرداف هضــابك
شامخاً كالمجد فخراً بشبابكْ
باركينـــــي يا بلادي إننــــي جئتُ أُباركْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق