........................................................
كنا صديقين في المرحلة الإعدادية لم نلتقي منذُ تلك الأيام , وبالصدفة التقينا في الشارع فتعرف كلٌ منا على الأخر ـ أصررت عليه أن يأتي معي لنتناول الغداء في بيتي , فوافق.
دخل أولادي إلى المكان الذي نجلس به أنا وصديقي ليسلموا عليه ـ مدوا أياديهم إليه ليصافحوه ـ فنظر إليهم ثم قال ـ ما هذا أخي لماذا قصة شعر أولادك بهذه الطريقة?
فقلت له إنها مجرد قصة شعر.
فقال ـ لا أخي إنهم يتشبهون بالغرب وهذا منهي عنه.
تبسمت قائلا لا داعي للنقاش مع ضيفي فيما يضايقه.
وبعدها جاء الأولاد مقبلين رأسي ليستأذنوني بالذهاب إلى مدرسة تحفيظ القرآن.
فقال إلى أين سيذهب أولادك
قلت له يدرسون تحفيظ قرآن وكل واحد منهم الأول على مجموعته.
فقال ماشاء الله .. ولكن ما الفائدة من حفظ القرآن وهم يتشبهون بالكفار.
تبسمت كالعادة اكراماً له فهو ضيفي.
قمنا للصلاة ..
فقال صلاتك بهذه الطريقة باطلة ـ وأخذ يسرد لي شروطاً لا اعرف منها شيئاً لا من خلال ما اعلم ولا من خلال ما اعرف.
ظل بحكي لي قصة الهجرة إلى الحبشة بين المغرب والعشاء ـ ثم قال الحمد لله كان المسلمين الأوائل يهربون بدينهم من الكفار أما نحن فنقيم في ديارنا.
تبسمت ولم أرد.
وبعد صلاة العشاء ـ تناولنا عشاءنا
قال لي استأدنك بالانصراف
فقلت له لما تنام عندنا الليلة?
فقال أنا أقيم عند أحد الاقارب وسأذهب ـ سلمت عليه وانصرف.
وجدته في اليوم التالي .. وبدأ يتحدث.
فقلت له مهلاً مهلاً مهلاً
إني أريد أن أهرب بإسلامي منك ومن امثالك إلى الولايات المتحدة أو أي دولة أوروبية.
فقال ماذا بك اخي
فقلت له هنالك لا أحد سيتهم أولادي بالكفر لمجرد قصة شعرهم برغم التزامهم ومداوتهم على حفظ القرآن ـ وهناك سيهتدي بي بعض الناس لدين الله فأنا أحب السلام ولن يقول لي أحد صلاتك غير مقبوله
........................
بقلم أ.هشام ذياب المصعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق