
قصة قصيرة ـ مقتبسة من إحدى روايات الدكتور ياسين سعيد نعمان
الطبيب ومعالي الوزير والبواب .. بقلم أ.هشام ذياب المصعدي
معالي الوزير لا يزال مريضاً جداً لأنه يرفض تناول الأدوية ـ والبواب لا يزال مريضاً جداً لأنه لم يستطع توفيرها ...
........................................................
كان عبده يعمل بواباً لدى الوزير عبدالعظيم وحينما وصلت سيارة الوزير باب قصره لم يفتح عبده البواب فغضب الوزير وقال لأحد طاقم حراسته إنزل وانظر لماذا هذا الحيوان لم يفتح البوابة فعاد العسكري إلى الوزير عبدالعظيم وقال له إن عبده البواب مغمى عليه فأخذه الوزير عبدالعظيم إلى المستشفى وحينما وصلوا إلى المستشفى أفاق عبده البواب وفي نفس اللحظه شعر الوزير عبدالعظيم بدوار شديد ـ أجريت لهما الفحوصات فكانت النتيجة كالتالي :
*** الوزير عبدالعظيم ...
ارتفاع في الضغط ـ ارتفاع في السكر ـ ارتفاع في الكلوسترول ـ ارتفاع في كريات الدم البيضاء ـ حصوات في الكلى بسبب ارتفاع في الكالسيوم ـ ارتفاع في ضربات دقات القلب ـ ارتفاع في الوزن ـ تخمة في الثروة ...... ارتفاع في كل شي ..... الخ.
*** عبده البواب ...
هبوط في الضغط ـ هبوط في السكر ـ انخفاض في نسبة الدهون ـ هبوط في كريات الدم البيضاء ـ انخفاض في نسبة الكالسيوم ـ عدم انتظام دقات القلب ـ إنعدام في الوزن ـ إفلاس مستمر ..... انخفاض في كل شيء .... الخ.
تأخر الطبيب في غرفته وهو يراجع الفحوصات لأنه إحتار ما يكتب للوزير عبد العظيم من الأدوية فهي كثيرة جداً ولا يمكن إستخدامها في وقت واحد وكذلك في حالة عبده البواب .... فقال لهما عودوا غداً لأكتب لكل واحد وصفته الطبية.
صلى الطبيب صلاة الإستخارة في تلك الليلة وفي الصباح أفاق من نومه ليمسك بالقلم ويكتب ما يلي ...
*** وصفة الوزير عبدالعظيم ....
لا دواء لك عندي لكل ما تعانيه من إرتفاع وتخمة في كل شيء سوى أن تعمل بواباً مدى الحياة حفاظاً على حياتك.
*** وصفة عبده البواب ...
لا دواء لك عندي لكل ما تعانيه من هبوط وانخفاض في كل شيء سوى أن تعمل وزيراً لمدة شهر فقط ثم تقدم إستقالتك كي لا تقضي بعدها حياتك بواباً كمعالي الوزير عبدالعظيم.
ولكن ... مازالت الحالة كما هي عليه فمعالي الوزير لا يزال مريضاً جداً لأنه يرفض تناول الأدوية ـ والبواب لا يزال مريضاً جداً لأنه لم يستطع توفيرها.
..........
دعواتكم لهما بالشفاء العاجل