
رسالة للرئيس ... للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
.......................................................
يا صاحب الفخامة
يا سيــدي الرئيـس
حقق لأمـي حلمهــا فحلمهــا حلمٌ صغير
بأن أكـون فـــي حكومتك ذو منصبٍ كبيرْ
يا سيــدي الرئيس
أمــي رأت من أربعين عــــــــام في منــامهـا
بأننـي أصـــافحـــك وأنني مثـــــل العريس
لكن حلمها قد كان في الثلوث
ولـــم يكن في حضرة الخميس
عـرافةٌ حكت لأمـــي حينهــا فـي قريتي
بأننـــي ســــأصبــح الوزيرْ
ثم رأت فــي منــامٍ غيــره سيـارتي تطيرْ
قالت لها عرافة المدينة
هل كان في يدي حقيبةْ
قالت لهـــــــا أمــــي نعـم ـ حقيبةً غريبةْ
قالت لها عرافة المدينة
إن لـم أكن بمنصب الوزيرْ
فإننـــي ســــأصبح السفيرْ
يا سيــدي الرئيس
فصلت بدلتــــــــي ومنتظـر نص القـــــرار
ومستعدٌ أن أكـون مثلهم كخـــادمٍ تعيسْ
ومستعدٌ أن أبيــع مثلهم كتاجـر خسيسْ
ســأصنع العجائبْ
وأفعــــــل الغرائبْ
ســأبني فلة عظيمةً وفاخرةْ
وأشتري سيارةً كبيرةً وفارهةْ
إبني الذي قد مـــات منذُ عـــــام أو يزيد
عنـدي لــه وظيفةً منـــاسبة
قراره سفيـرنا فـــــي الأخــرةْ
أمـــــا أخــــوه عمـــره حــــوليــن كــــاملين
قـراره مودللـــي مُلاعبــي
أمــا الكبير عبقري لكنه لــــم يبلغ الحلم
قـــراره بأن يكون نائبــــي
أما الذي قد جاء بالوسط
مؤدبٌ لكنــــــهُ مشــــــاغب
قــراره مرافقـي وصــاحبي
وأختهم طالبة بصف خــــــــــامس ذكيةْ
لكنهـــــــــا بحكم منصبي
معلمة بل إنهــــــــــــا شــــــاطـــرةً مجتهدة
وتستحق أن تكون فـــــــي منصب المديرةْ
وأمهـــم تديرنا جميعـــــاً
فـــــي مــأكلــي ومشـــربي
العين إن على مقـــامهـــــا
لن تعتلـي عن حــــاجبي
قرارهـــــا مديرةً لمكتبي
ستصدر الأوامر الخطيرة
يكفي بأني جنبها وأنهـــــا مقيمةً بجانبي
والختم وحده من واجبي
قد أنقتني فــــي الصباح
وهذبت لــي شاربي
يا سيـــدي الرئيس
هذا ملفـي جـاهزٌ ! مـاذا تبقى من شـروطْ
اليــــــــــوم مستعدٌ للصعـود
ومتــى تشـــاء لن أرفض النزول والسقوطْ
بلا اعتراض
بلا امتعـاض
ومستعدٌ للهــروب والفــــرارْ
يا سيـــدي الرئيس
حقق لأمــي حلمها
فحلمهـــــا مفســراً وجــــاهزاً فــي مطلبي
لكننــــي أقدر الظـــروف
أراك فـاقد السيـــادة لتُصــــدر القــــــرار
لن أحرجـك.يا سيــدي الرئـيس بالطلب
ولن اقـول الآن توقف الحـــرب والدمـــار
وإنمــــــــــا أقول راجياً اعطينـــي راتبــي
فهـــذا مطلب الجميـــــع وليــس مطلبـــي
فأمنــا إذا رأت أبناءهــــــا وســـط البيـوت
شــــابعين ـ أمنيـن
لا يشتكون علةً من العلل
وغيـــر جــــائعين
وغيـــر خــــائفين
تنــازلت عن مـــا رأت بحلمهــــا لمنصبـــي
يا سيـــدي الرئيــس
هـل راتبـــي في المعتقل
أم أنه في فندقٍ حبيسْ
يا سيـــدي الرئيــس
أنا لا أريد إلا راتبي
أرجــــــوك قلهم بقــوةٍ أن يفرجوا راتبــي
وقبلهُ وبعدهُ عن منجلـي وعدتي وقاربي
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق