السبت، 21 يوليو 2018

الأمة المُهاجرة / مُعدلة .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
الأمة المُهاجرة / مُعدلة .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
......................................................

يا أمــةً تُفنــــــــــي حيـــاتهـــــــا بنفسهــــــا
بما أتاها اللهُ في وجودهـــــا
من الهناء والجمـــال والنعيمْ
فبـدلت خيراتهـا بعســرهــــا
بمــــــــــــا اشترت من أسلحـةْ
فأصبحت أجيالهــــا مبثوثة مثــل الفراش
منفوشة كالعهــن كلهــــــا
وأحرقت جناتهــــــــا بالنـــــــــــار والجحيمْ
تلوكهــــا الرياح كالهشيمْ
من بقعةٍ لبقعةٍ مُســافرهْ
من دولةٍ لدولةٍ مُهـــاجرهْ
من الصغــار والكبارْ ـ من الرجـــال والنساءْ
ومن يسيــر قبلهــم أو خلفهــم من الدواب
من الجمــــــــال والخيـول والحمير والبغال
حديثهـم عن الثــوابْ
حديثهـم عن العقـابْ
تقــــــاطرت جمـوعهم
لا يملكــون تذكـــــــرهْ
يُشــــاهدون رخـــة قد أسميت بالطــــائرهْ
يشـــــاهدون فـــــي ميـاه البحـر شيئاً مثلها
جزيرةً كبيرةْ مكسرهْ
قد أسميت بالبــاخـرهْ
ويلمحون من كليهمـــــــــا أشباحهم مُكابرهْ
من ينزلـــون للوطن أمثـــــــالهم من البشــر
في لحظةِ المغـادرةْ
بقــاؤهم كالإنتحــارْ
مــاذا لهـم بالإنتظارْ
يلملمون مــــا مضــى من ذكريات
ليرسمونهـــــا غداً بدفتر الصور
فــــي موســـم المطـر
مع الطيـــور والشجـرْ
فينكـــرون رغــم علمهــم علــــــــم اليقين
أن اللجـوء والنزوح كله مخاطرهْ
فلا خيـار عندهم غير المغامرهْ
فبعضهم غداً يمـــــــوت بالغــرق
وبعضهم غداً يمــــــوت بالضياع
لكنــــهُ الأمـــلْ ـ بالحلم كالهبــلْ
فعمــرهم قد انقضــــــــــــــى هنا
ونجمهــم أيضــــاً هنا إلـــى الأفول قد أفلْ
ثم مضـــــوا مهــــاجـــرين
معوذين ـ مبسملين ـ مكبرين ـ مستشهدين
ورددوا إن الحيــــاة فانيهْ
يا ربنـا يا ربنـا بالمغفرةْ
أبدلنــا عن بلادنا بجنــةٍ فــــــــي الأخـرهْ
أضعنا مــا اعطيتنا بالسـرف والمفــــاخرهْ
من باعنا لغيرنا حكامنا
فلم نعد ندري بما نقول
مـؤامـره ـ يا ربنـا مـؤامـرهْ ـ يا ربنا مـؤامـرهْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق