أبجديات في ثقافة صناعة السلام
**********************************
المفاوضات من أجل إحلال السلام لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا تحدث المتحاورين بلغة صناع السلام لا بلغة المتصارعين ـ لأن لغة صناع السلام تتمتع بالمرونة الكافية بإعتبارها وسيلةً جادة لتحقيق هدف السلام ـ أما لغة المتصارعين لغةً متشددة وتعتبر وسيلة لتعطيل كل مساعي السلام , ولذلك إذا أردنا أن نعرف هل سيتحدث المتحاورين بلغة صناع السلام أم بلغة المتصارعين قبل بدئ المفاوضات نستطيع أن نعرف ذلك من خلال ما يلي ...
أولاً .. التصريحات الإعلامية السابقة لعمليات التفاوض ... وتكون بإحدى الصورتين التاليتين ...
1 - تصريحات المتحدثين بلغة صناع السلام ... تصريحات متفائلة تؤكد على وجود الكثير من نقاط الإتفاق وتؤكد أيضاً بأن هذه النقاط هي الأكثر أهمية من سواها في تحقيق النجاح أو على الأقل التقدم الإيحابي نحو تحقيق السلام.
2 - تصريحات المتحدثين بلغة المتصارعين ... تصريحات تشاؤمية تؤكد على وجود نقاط الخلاف وتؤكد أيضاً على أن هذه النقاط قد تنهي المفاوضات في أي لحظة معلنةً فشل التوصل إلى نتيجة نهائية.
ثنانياً ... ما يكتبه مؤيدي ومناصري الأطراف المتفاوضة على مواقع التواصل الإجتماعي وتأتي أيضاً بإحدى الصورتين التاليتين ...
1 - مؤيدي ومناصري صناع السلام ... يعملون وفقاً للمبدأين التاليين
أ - الكتابة بأسلوب يشيد بمن يؤيدونهم وبمن يناصرونهم في تلك المفاوضات من مطلق الثقة بهم وبجديتهم في العمل بشتى الوسائل على إنجاح المفاوضات التي ستنتهي حتماً بالنجاح كترجمة حقيقة للنوايا الصادقة والإمكانيات والقدرات التي يملكها المتفاوضين بشكل قادر على تحقيق النجاح.
ب - عدم الإستجابة لأي محاولات للإنجراف إلى سجالات المناكفات والمهاترات مع مؤيدي ومناصري الطرف الأخر من أجل توفير البيئة الداعمة لعمليات صناعة السلام من قبل المثقفين ومن قبل الحاضنة الشعبية.
2 - مؤيدي ومناصري المتحدثين بلغة المتصارعين ... يعملون وفقاً للمبدأين التاليين ...
أ - يكتبون بأسلوب التشكيك بقدرات الطرف الأخر من حيث النوايا والقدرات كتأكيد للفشل المسبق نتيجة لما يسوقنه من الأسباب المتصلة بالأطراف الأخرى.
ب - لا يكتفون بالإنجراف إلى الدخول في حلبات المناكفات والمهاترات مع مؤيدي ومناصري الأطراف الأخرى ـ بل هم من يدعون إليها من أجل تأكيد رفض المثقفين والحاضنة الشعبية لبعض الأطراف لعمليات صناعة السلام.
************* النتيجة ***********
من كان من صناع السلام أو من مؤيدي ومناصري صناعة السلام تعرفه من أسلوبه ... ومن كان من الرافضين لصناعة السلام أو من مؤيديهم أو مناصريهم تعرفه من أسلوبه.
وأسعد الله حياتكم بالمحبة والسلام
بقلم المؤمن بالسلام لأن الله هو السلام والمؤيد للسلام لأن السلام هو منهج الله الذي ارتضاه لعباده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق