**********************************
لماذا نجحت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في إسقاط النظام الملكي وفي إقامة النظام الجمهوري رغم شح الإمكانيات ؟
لماذا نجحت ثورة 14 اكتوبر عام 1963م في طرد المستعمر البريطاني رغم قوة بريطانيا العظمى ؟
لماذا لم تنجح ثورة 11 فبراير في العام 2011م في إقامة الدولة المدنية الحديثة برغم الزخم الجماهيري ؟
لماذا لم تنجح الشرعية في استعادة الدولة منذُ العام 2014م برغم الدعم الخليجي بكل أشكاله ؟
**** الإجابة على تلك الأسئلة تأتي من خلال المقارنة التالية ...
أولاً .. الثوار ..
1 - في الأولى والثانية .. كان الثائر ينظر لثورته كواجب ديني ووطني وأخلاقي دون مقابل من أي جهة وحينما اكتملت الثورة عاد الكثيرين من الثوار المقاتلين إلى حياتهم السابقة , أما من تبقى منهم تم إلتحاقهم في الجيش الجمهوري.
2 - في الثالثة والرابعة .. الثائر يتعامل مع ما يقوم به كوظيفة يجب أن يتقاضى عليها راتب وإذا توقف المقابل المادي توقف الثوار عن العمل ولذلك معظمهم وإن كانوا موظفين دخلوا الثورة من أجل الحصول على استحقاقات للترقية في مجال وظائفهم السابقة أو من أجل التحول إلى السلك العسكري بدليل عدم عودة الكثيرين إلى أعمالهم بعد تشكيل الجيش الوطني.
ثانياً .. الولاء ..
1- في الأولى والثانية .. كان الجميع ولاؤهم لله وللوطن وللثورة فقط.
2 - في الثالثة والرابعة .. الولاء للمذاهب وللعرقيات وللأحزاب أو للأشخاص وليس لله وليس للوطن وليس للثورة.
ثالثاً ... الوصول إلى السلطة ...
1 - في الأولى والثانية .. كان الجميع يخاف من الوصول إلى لأكثر من سبب إما لأنها مسؤولية لا يستطيعون تحملها أو لأنهم يخافون من الإنقلابات والتصفيات الجسدية نتيجة عدم ما يسمى بظهر الحماية الكافية ولذلك بدأ التفكير في الوصول إلى السلطة بعد نجاح الثورة وبدأ الصراع بعد نجاح الثورة ولكن بشكل الحسم السريع.
2 - في الثالثة والرابعة ... الجميع طموحين في الوصول إلى السلطة حتى على مستوى الأفراد ولأكثر من سبب إما لعدم خوفهم من المسؤولية نتيجة غياب الضمير لدى الجميع , أو بسبب ثقة الجميع بما يسمونه الأتباع والإمكانيات المادية والعسكرية , التي جعلت من الجميع يبدأون بالصراع على السلطة قبل نجاح الثورة.
رابعاً .. العمالة والتبعية للخارج ...
1 - في الأولى والثانية ... لم يرتبط الثوار بأي علاقات خارجية ولذلك كانت قراراتهم تتمتع بالإستقلالية.
2 - في الثالثة والرابعة ... الجميع لديهم علاقات معلنة بجهات خارجية يدينون لها بالطاعة ولذلك قراراتهم لا تتمتع بالإستقلالية.
خامساً .. النخب المثقفة ...
1 - في الأولى والثانية ... كانت النخب المثقفة هي التي تلعب دور المحرك الأساسي بسبب مصداقية وشجاعة تلك النخب وبسبب احترام الأخرين وثقتهم بهذه النخب ولذلك نجحت الثورة.
2 - في الثالثة والرابعة ... غياب تمام للنخب المثقفة في صدارة المشهد ولذلك غاب دورها إما بسبب عدم مصداقيتها وبسبب جبنها وخوفها أو بسبب عدم ثقة الناس بهم وعدم احترامهم ولذلك تحولت الأرض إلى مربعات خاضعة لسيطرة كل مكون بشكل منفرد فتصارع الجميع ولم تنجح الثورة.
بقلم أ.هشام المصعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق