رجلٌ ميت .. للشاعر هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
........................................................
أنـا ميـتٌ
لكن لي !
جســداً علـــى قيــد الحيــــاةْ
أنـا ميـتٌ
لكنـنـــي
ما ضمني قبرٌ وما لي من رفاةْ
هي غربتي
لكنهــــــــــــا
كحكايةً أسرارهـــا في موطني
ممــزقٌ بيـــن النــزوح
مبعثــرٌ بيـــن الشتاتْ
لن تتعبــوا
في بحثكم عنـي أبد
ســــــأدلكم
بمــا اشتهرت من الصفــــاتْ
أيضــــــاً أنا
ســــــأدلكم
بمــــــا عرفتُ من السمــــــاتْ
فقرٌ وجــوع
مرضٌ وجهل
من أسس الأجداد كل حضارةٍ
وأنـا هنـــــــا
لا نعــل لـي
أمضــي بأقدامي الحفــاةْ
أنـا ميـتٌ
لكنـنـــي
مـــــــا متُ فـــي يـــوم أبد
أنـا ميـتٌ
من قبـل أن يأتي الممـاتْ ْ
مـــاذا إذاً
أنا من أكـــون
أميتٌ حقاً أنا ?!
لكــن لــي
جسـداً علـى قيـد الحياةْ
أنا نائمٌ في صحوتي
لكننـــي أشكــو الأرق
إن جن ليــلـي لا أنام
فليس عنــــدي من سكن
آوي إليـــــه لكــــــــي أباتْ
.
فلماذا أخشى إن أتت سكرات موتي بالمماتْ
ولماذا أخشى إن أتت في دفعة
لأنهـــــا أتت إليَّ قبــــل ولادتي
فلمــاذا أخشــاها إذا
فكرامتي عندي أهم من الحياةْ
لأننــي بشهــادتي
ستكون عندي هويةً
من بعد فقد هويتــي
فأنا الشهيد
متربعٌ أعلى مقــام
فــي مقــر إقــامتي
لأنني عندي سكن
قبرٌ صغيرٌ في الوطن
لن يُنتزع منــي أبد
لأنني بترابهِ بعض الرفاةْ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق