الأربعاء، 1 مارس 2017

حوارية الأم وابنها .. للشاعر/ هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)



حوارية الأم وابنها .. للشاعر/ هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف) 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا ...
يا أمـــــي إنــــي أعتذرْ 
لكننـــــي جلفٌ غبــــي 
ولا أُجيـــــد الاعتــــذارْ 
لأنكِ أنجبتنـي مُكرهةً ـ حملتنـي مُكرهةً 
 فـــي لحظةٍ كالانتحـــارْ

أمي ... 
لا تعتــذر يا مُهجتـــــي 
الأمُ تحمـــــــل طفلهـــا 
 حتــى بأحشــاء الدمــارْ
أنا ... 
يا أمـــــي إنـــي خذلتكِ 
فلأجــــل من غيري أنا 
يومـــاً عرفتِ الانكسارْ 
قد غرني جمـــــــــــــــال أخـرى غيركِ 
بدلالهــــا وبمــــــالهــــا 
 حتــى عمـــاني الانبهـارْ
أمي ...
لقد عفوتُ كمــــا غفرتْ 
حتــــــى وإن أبكيتنــــي 
وذرفتُ دمعــي كالبحـارْ 
ملحٌ أجــــــــــــاجٌ طعمهُ
شـــــــوقي إليـــكَ يشدني
وشكـــا فــؤادي الانفطارْ 
ستعود يومـــــــــاً يا بني
 وما مللت لأنني بالانتظارْ
أنا ...
يا أمــــي هيـــا عـــــاقبي 
ولتأخذي هذا العصـــــــا
لتضربي من قد عصــــى 
 ولتصلبيهِ علــــــى الجدارْ
أمي ... 
لا تبتئــس يا فلـــذتـــــــي
 وســـــــل إلهنا رحمــــــةً 
إذا نزلتَ موسدي بعد الممـــــات بمقبري 
 واجعــــــل رفاتي كالمزارْ
أنا ... 
إنـــــــي أقبـــــــــــلُ نعلكِ 
الموت حقٌ إنما أخشى مخاض الاحتضارْ 
هــــــل تذكـــــرين حبيبتي 
من كانوا أطفــــــالاً صغارْ 
يتصــــــــالحون على يديك 
مهمـــــا تخاصموا بالشجارْ 
يتجمعون علـــى العشـــــاء 
ويضمهم نفس الفــــــــراش 
والليـــــــــل يمسح مــــــا بدا وقت النهارْ 
لكنهــــــم لـــــــــــــم يفهموا 
لمـــــــا تعـــــــــاظم حقدهم 
لأنهم لـــــــم يغفروا زلاتهم 
 فهكذا حــــــــــــــــال الكبارْ
أمي ... 
لكـــــــم ســــــــــأدعو ربنا 
من كان يسكن في الشمــــال 
أو كان يسكن في الجنـــوب 
من كان من أهــــــل اليمين 
أو كان من أهـــــــل اليسارْ 
من بات يحيا في المنافي مُهــــــــــاجراً 
أو كان في حضن الحصـارْ 
من كان من أهـــل المسيرةْ 
أو كان من أهــــــل المسارْ 
أنتم جميعـــــــــــاً إخــــوةً 
والعمــر يمضي مســـرعاً 
 بجنونه مثــــــل القطـــــارْ
أنا ... 
بالأمس إنـــــــــي دعـوتهم 
لــــم يسمعوا مــــــاذا أقول 
إن السلام بنهجهم رغم الخلاف جريمةً 
عشــــــــاقُ حـــــربٍ كلهم 
مهمـــــــا تجمع شملهم وقت الحــــــوارْ 
لا يذكــــــرون سعيـــــــدةً 
ومـــا رعوا حق الجــــوارْ 
وغدا الكـــــــــــلام شتيمةً 
والفعــــل مثل الانفجـــــارْ 
إنا جميعــــاً خـــــــاطئون 
جئنا إليــــك بكل عــــــــارْ
بتنا ننام بخيمةٍ وسط العراء 
 أفعالنا من دمرت كـل البيوت وكـــل دارْ
أمي ... 
 لا تخشى من كــــل الجميع 
مهمـــا طغى الطاغي وجارْ 
إن الســــــلام لكـــــم جميع 
قلبـــــي أنا كسفينةٍ تحملكم 
 وسط الصحــــاري والبحارْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق