
وحوش بشرية / ..... للشاعر /هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
الثـــــورُ من حنَ للمــاضي وصاحبهُ
وصــاحب الثـــــور ناسي كل ما كانَ
ما ضيِّع الثـــور رغم الجرح فطرتهُ
وصاحب الثـــور بات اليــوم حيواناَ
الوحش ما قَبْــــل المغدور في ندمٍ
لأنه لــــــــــم يعد في الأصل إنساناَ
الثـــــور من قَبْل الإنســـان في وجعٍٍ
والوحش مما جرى للثــــــور نشواناَ
لــــو كان فينا ضمرٌ كــــي يحاسبنا
ما بُدل الفـــرح بعد الفــرح أحزانا
وما اشتكى جائعٌ في الفقر حاجتهُ
وما سمعنا بمن قد مــــات جيعــــاناَ
وما اكتســـى مِن حـريرٍ رُغم ملمسهِ
مَن كان فــــي قــومهِ بالبـرد عُرياناَ
ومـا تغنـى مــع الألحـــان فــي عرسٍ
وقــام يرقص بين الجمــــــع طربانا
ذاك الذي مات قبل الأمس صاحبهُ
تناسـى فــي غفلةٍ من كانوا جيراناَ
مـــا قـــــال للأم صبـــــراً يا حبيبتنا
بل قــــــال يا أم إني اليــــوم فرحاناَ
هناك قالوا لوحش الثـــــور طاغيةً
أما لدينـــــــــا كــأن الكـــــل سكــــراناَ
طغياننا لا يُضــــــــاها فــــي كبائرنا
كأننا لا نرى فـــــــــي الظلم طُغيـانا
نسينا مـــا قــــالهُ رب الوجـــــــود لنا
كُنـــا اليتـــــامـــى وبعــــد اليتم آوانا
إبليس كــــم ضلنا بالإثم فـــي سفهٍ
وخـــــــالق الكـــون بالإســـلام أهدانا
لمّا أشتكينا قليـــــــــــل الرزق نطلبهُ
بالجــــود ربـــي بكل الفضــــل أغنانا
من ينكر النعمة الكبرى التي وصلت
سيقتــل الفضـــل رغم الخيــر نكرانا
أمـــــا الذي من تولـــــــى أمرنا أسفـــــاً
اليـــــوم في غفلة الأحداث ينســانا
أخلاقنـــا يا أولــي الألبــــاب منهجنا
رســـول ربــــي بهـــــــا في الدين ربانا
هـــل ندعــــي أننـــــــا أتبــــاعهُ كذباً
لمّـــــا تركنا بمــــــــــا بالأمس أوصانا
حتـى غدا صــاحب الأخلاق مختلفاً
فـــي ركبنا يشتكــــي يا قوم حيـراناَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق