
العباءة والخمار .. قصة قصيرة ..
--------------------------------
كان رجلاً طيب القلب ملتزماً وفجأةً شاهد امرأةً تفترش قارعة الطريق وملابسها ممزقة وشعرها مكشوفاً فليس لديها ما تغطي به شعرها وكان بجوارها ثلاثة أبناء أكبرهم مريضاً يصارع المرض والأوسط يرتعد من شدة البرد والأصغر يتضور جوعاً ـ فذهب الرجل الطيب ليشتري للمرأة عباةً جديدة وخماراً ـ ثم أعطاها فارتدهم على الفور ـ وحين التفتت لإبنها الأكبر وجدته قد فارق الحياة فأخذت تصرخ وتبكي ولم تنتبه لإبنها الأوسط الذي يرتعد من البرد فسمعت رجل يقول لا حول ولا قوة إلا بالله مات الولد الثاني من البرد ـ فصرخت اكثر واكثر ـ وكان صوتها وحزنها لا يجعلها تنظر للإبن الأصغر الذي يتضور جوعاً ـ فمات الطفل الثالث من الجوع ـ فنهضت وشقت عباءتها الجديدة ومزقتها ورمت بالخمار وهي تجر شعرها وتمرغه بالتراب.
ذلك الرجل الطيب أما كان الأولى به أن يأخذ ها وطفلها للمشفى ويشتري لطفلها معطفاً صغيراً وعلبة حليب للطفل الجائع بدلاً من شرائه عباءةً وخماراً جديدين لأمهم لتستر نفسها.
ذلك الرجل أشبه بحكومة الشرعية ودول التحالف في ترتيبهم للقضايا التي يعاني منها الشعب اليمني الذي يدعون تحريره منذُ ثلاث سنوات
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بقلم أ.هشام المصعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق