جنون الأربعين ... للشاعر/هشام المصعدي ((أمير الحروف))
--------------------------------
سلامُ الحـــــرفِ تجمعهُ المرايا
وتنثرهُ علـــــــــى كــــــل الزوايا
لمـــن أحببتهـــــــــــا ورداً وزهراً
فهل ترضــــا المليحة بالهدايا
أُناجيهـــا بصـوت الشــوق شعراً
لعــــــل الحــــرف يُسمِعها ندايا
أسيراً عندهـــــــــــا قلباً وعقلاً
يدايا كبلت حبـــــــــــــــــاً يدايا
أردد إسمهــــــــــــا ســـراً وجهــراً
وأحفظهُ نقوشاً كالوصــــــــــايا
بعمــــر الأربعين نسيتُ نفسي
أراهـــا بين أحضــــــــــاني مُنايا
أُلملمهـا كضـوء الشمس صبحاً
وأرسمهـــــــا كبدرٍ فــــــي مسايا
أراهــا فـي حقول الأرض قمحاً
يُباهي قدهــــــا تيهـــاً سمــــايا
إذا قبلتهــــــا أنســـــــى وجودي
ولــو حتـــى خيالاً فـــــي هوايا
أنا ألبستهـــا فــــــي الحب تاجاً
وقلبي عرشهــا أولـــــى العطايا
أراهـــــا وحدهــــــــا للملك أهلاً
ووحدي عندهــــــا كل الرعايا
هــي الحــــوراء والعيناء حُسناً
أتيتُ لأجلهــــــــــــا باب المَنايا
إذا مــــا متُ فــــي شــــــوقٍ إليها
كفـــــــاني لـــــو تُغني في رثايا
ستسمع شدوهــا حتى عظامي
ويُطربُ صــوتهــــــا أيضـاً ثرايا
ولكن قبل موتي ســــوف أهدي
حنين اللحن شعراً فــــي غُنايا
وأُسمعهـــــا رثائي قبــــل موتي
بمــــا أبقت سنيني من بقــــايا
أقضي مـــــا تبقـى فـــي خباها
زكاة الحسن فرضــــــــاً مُبتغايا
لمـــــا قد أظهرت للعين حسناً
ومــــــــــا تخفيه كنزاً كالخبايا
لأن الوصـــل من حقـي بعشقي
إذا أدت زكـــــــــــــــــــاةً مُجتبايا
على مــا قد أتاهــا من جمـــالٍ
كفضـــــلٍ خصهــــــا رب البرايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق