
دارنا القديمة ْ .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
.....................................
يا دارنا القديمـــةْ
يا دارنا القديمـــةْ
إن عانقت عيوننا أشواقنا
جـدرانك العظيمةْ
أو لامسـت بنـاننـا بلهفــةٍ
أحجـاركِ الكريمةْ
توقفت أوجاعنا عن نزفها
جـراحنا الأليمـــةْ
مهما عرفنا أماكن
أو من ديارٍ غيركِ
أنتِ هنا وســـط القلــوب
ســــــاكنة مقيمـــةْ
مهمـــــا سكنا من بيــوت
أو من قصــــــور
يكفي الجلوس في رحابكِ
لتـــولد العـــزيمةْ
لــــــــو تعلمين يا حبيبتـي
مــــــاذا عـرفنا في غيابنا
من الهوان والمذلة
والانكسار والهزيمةْ
حياتنا في بعدنا عن دارنا
أكبر من الهزيمةْ
وموتنا في بعدنا عن دارنا
أكثر من الجريمةْ
إذا نسينا من نكـــون لحظةً
سينتهـــــي بنـــا الضيــاع
قبــــل الممـــــات
برحـلــةٍ عديمـــةْ
عقابهــا لهجـــرنا تاريخنا
جزاءها بما جنت
أيامنـــا بغـــــربةٍ
أكفنـــــا الأثيمـــةْ
لا يُهجــــر الآباء والأجداد
حتــــى لبُــــرهةِ
إلا إذا لم تهتدي طريقنا
أفكـــارنا العقيمةْ
لو دُمِرَتْ أجسادنا النحيلة
أرواحنــــا لدارنا
ستعرف الطريق
فـــي ليلة الوليمة
لكي تعمر الخراب والدمار
بقــــوةٍ الأبناء يرفع الجدار
فدارنا بدوننا يتيمةْ
.....................................
دارنا القديمة هي دار جدي .. تلك الدار التي كنا إذا دخلناها نحس بأرواح الأجداد وكأنها أتت لزيارتنا .. لكننا هجرناها فترةً طويلة حتى أمست مستعمرةً من قبل الخفافيش التي قال البعض بأنها أرواحاً شريرة وبالرغم من ذلك كنا إذا ما زرناها لا يحلوا لنا الجلوس والسمر إلا على سطحها العالي العتيق .. ولكن ياااا للأسف اغتربنا بعيداً عنها حتى تهدمت فأرسل لي أحدهم صورةً لها وهي مهدمة فكتبت هذه الكلمات .. حتى أصبحت دار جدي كأنها تاريخ أمتنا العظيمة بكل مدنها وفي مقدمتها قدسنا اليتيمة.
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق