
فصلٌ من الرواية .. قصيدة قصصية 
........................................................
أذن الديكُ منتشياً بصـــوته الصـــداحْ
كأنه يقول للبشر
حي علـى الصلاةْ
حي علـى الفلاحْ
أو أنهُ بفرحةٍ يستقبل الفجر والصباحْ
أفــاقت الأميــرةْ
أفكارها الأسيرةْ
تصـــــارع الآلامْ
تحـــاور الأحلامْ
بإحدى يديهـــــا ورتهـا
وباليد الأخرى قصتها
فأسرعت إلى شجــرتهـا
قبـــل أن يحـط الطيـر فوقهــا
لتستند عليهـــــا
ومــــــا تكلمتْ
لكنها تنهدتْ
فقـال صمتهـا
وحــــدي أنا
لا أحداً هنا
قرأت قصتهـا
وقبلت وردتها
بعد أن فتحت ظرفهـا
حــذرةً علـــى رويــــةْ
الوردة الحمراء رمزها
فلونهــــا كأنه الهويةْ
تخاف أن يفل عطرها
أو تفقد الأوراق لونها
محفوظةً بظرفهـا
لكي يطول عمرها
ويستمــر سحــرهـا
فأغلقت ذلك الظرف الأبيض الحــرير
لأنها تأكدت بأنها بخيرْ
وفجأةً إحساسها
قال لها
بلا حـــــوارْ
من بالجـوارْ
هل من أحدْ
فــــلا تحب أن ترى أحـــدْ
أو أن يرى وجـودها أحـــدْ
فهرولت مسرعةً بصمتها
يُحدث الطبيعة طيفهـــا
أهدت لهــا هديةً ثمينةْ
خصلةً من شعرها
أهدت لهـا سوادها
آيات من جمــالهــا
من سحــرهــــا لسحـــرهـــا
همســاً بهمس
لكنها بخوفها
نست هناك قصتها
وظرفها
ووردتها
والفارس المجهولْ
من كـــان يراقبهــا
أهدى الكتاب للكتاب
ثم همس وقـال
هــل تسمعونني
محدثاً قصتهــا
محدثاً ورتهـــــــا
تلك التي بظرفها
عندي لكم سـؤال
من منكم يدلني عن الأحوال
لكنه يا للأسفْ
مــــاذا رأى
ماذا عرفْ
في المنتصفْ
حتى نهض
ثم ارتجفْ
لمــــا وقفْ
مخاطباً أحواله وحالها
لن نلتقـــــــي يا للأسفْ
فأمــــرنا قضية معقدة
قد أثقلت بوزنها صحائف الملفْ
وفجأة قعدْ
ثــم استندْ
بلا دليـل أو مستندْ
بظهره إلى شجرتها
مخاطباً وردتها
ألم أوصيك بحراستها
المستحيـل نسيـانهـــا
يا وردتي الحمراء خبريها
لحــن الحنين حبها
مقطوعتي الفريدة
من ألف عام
عزفتها لأجلها
لأنها القديمة الجديدةْ
لأنها القــــريبة البعيدةْ
قولي لها يا وردتي
بأنني حبيبها
وأنهـا حبيبتي
بأننـي أميرهـا
وأنهــا أميـرتي
قصتها روايتي
لأنهــــا الوطن
مدينتي وقريتي وبلدتي
عــادت إلى الوردة روحها
قالت نعم كما أمرت
نفدت كلمــــا طلبت
رفيقةً لها
كاتمةً لســــرها
قريبةً لصدرها
فأقفل الظرف مسرعاً
تاركاً ظرفها ووردتها وقصتها
أمـــام باب بيتهـا
جميعها أشياءهـا
فلم تعد مُلكـاً له
لكي يقرر أخذها
لأنهـــا مُلكاً لهــــا
حتى هو ملكاً لها
يا ليتهـــــا كانت هنا بالإنتظار
قولوا لهــــا يا ليتهــــا ياليتهــــا
مــا دمرت بيوتها
وسطرت وسط الكتاب دستورها
سردت أحداثها حكيمة على قلم الشاعر ... هشام ذياب المصعدي ((أمير الحروف))
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق