حوارية الأم وابنها .. للشاعر/ هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا ...
يا أمــــــي إنـــــي أعتذرْ
لكننـــــي جلفٌ غبــــي
ولا أُجيـــــد الاعتــذارْ
لأنكِ أنجبتني مُكرهةً
لأنك حملتنـي مُكرهةً
فـي لحظةٍ كالانتحـــارْ
أمي ...
لا تعتــذر يا مُهجتــــــي
الأمُ تحمــــــــل طفلهـــا
حتــى بأحشــاء الدمــارْ
أنا ...
يا أمـــــي إنـــي خذلتكِ
فلأجــــل من غيـري أنا
يومـــاً عرفتِ الانكسـارْ
قد غرني منها الجمـال
جمـــال أخــــرى غيركِ
بدلالهـــــا وبمــــــالهــــا
حتــى عمـاني الانبهـارْ
أمي ...
لقد عفوتُ كمـا غفرتْ
حتــــــى وإن أبكيتنــــي
وذرفتُ دمعــي كالبحـارْ
ملــح أجــــــــــــاجٌ طعمهُ
شــــوقي إليـــكَ يشدني
وشكــا فــؤادي الانفطارْ
ستعود يومـــــــــاً يا بني
بلا ملل لأنني بالانتظارْ
أنا ...
يا أمــــي هيــــا عـــــاقبي
ولتأخذي هذا العصـــــــا
لتضربي من قد عصــــى
ولتصلبيهِ علــــى الجدارْ
أمي ...
لا تبتئــس يا فلـــذتـــــي
وســـــــــل إلهنا رحمــــــةً
إذا نزلتَ موسدي
بعد الممـــــات بمقبـــري
واجعــــــل رفاتي كالمزارْ
أنا ...
إنــــــــي أقبـــــــــــلُ نعلكِ
المــــــــوت حقٌ إنمــــــــــا
أخشى مخاض الاحتضارْ
هـــل تذكـــرين حبيبتي
من كانوا أطفــــالاً صغارْ
يتصــــالحون على يديك
مهمــا تخاصموا بالشجارْ
يتجمعون علـــى العشــاء
ويضمهم نفس الفــــراش
والليـــــــل يمسح مــا بدا
مــا كـان في وقت النهــارْ
لكنهــــــم لـــــــــم يفهموا
لمـــــــا تعـــاظم حقدهم
لأنهم لـم يغفروا زلاتهم
فهكذا حـــــــــــــال الكبارْ
أمي ...
لكـــــــم ســــــــــأدعو ربنا
من كان يسكن في الشمال
أو كان يسكن في الجنوب
من كان من أهــــل اليمين
أو كان من أهـــــــل اليسـارْ
من بات يحيــــا هـــاهنــــا
في المنافي مُهـــــــــاجـراً
أو كان في حضن الحصارْ
من كان من أهـل المسيرةْ
أو كان من أهــــــل المسـارْ
أنتم جميعـــــــــــاً إخــــوةً
والعمــر يمضـي مســـرعاً
بجنونه مثـــــل القطـــــارْ
أنا ...
بالأمس إنـــــــــي دعـوتهم
لــــم يسمعوا مــــــاذا أقول
إن السلام بنهجهم مذلة
رغــم الجـــراح جــريمــةً
عشـــــــــاقُ حـــــربٍ كلهم
مهمـــــــــــــا تجمع شملهم
وقت الحديث عن الحـوارْ
لا يذكــــــرون سعيـــــــدةً
ومــــا رعوا حق الجــــــوارْ
وغدا الكـــــــــلام شتيمةً
والفعــــل مثل الانفجـــــارْ
إنا جميعـــــاً خـــــــاطئون
جئنا إليــــك بكل عــــــــارْ
بتنا ننام بخيمةٍ قديمةٍ
وســط العــراء مع الدمـــارْ
أفعالنا من دمرت وكسرت
كــــل البيــوت وكـــــل دارْ
أمي ...
لا تخشى من كــل الجميع
مهمــا طغى الطاغي وجارْ
إن الســـلام لكـــــم جميع
قلبي أنا كسفينةٍ تحملكم
وسط الصحــــــاري والبحارْ
الصورة المرفقة صورتي مع أغلى سيدة في العالم أمي الحبيبة بعد أن تماثلت للشفاء أسأل الله أن يطيل بعمرها ويمتعها بالصحة والعافية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق