السبت، 10 يونيو 2017

الأمة المُهاجرة .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)

الأمة المُهاجرة .. للشاعر هشام ذياب المصعدي (أمير الحروف)
......................................................

يا أمــةً تُفنــي الحيــاةْ
بما أتاها اللهُ من نعيمْ
فبـدلت خيــراتهـــــا بالأسلحـــةْ
وأحرقت جناتها بالنار والجحيمْ
وأصبحت أجيالها الغفيرة
من بقعةٍ لبقعةٍ مُســافرةْ
من دولةٍ لدولةٍ مُهـــاجرةْ
من الصغـار والكبارْ
من الرجال والنساءْ
ومن يسير قبلهم
بعض الدواب
ومن يسير خلفهم
بعض الدواب
من الجمال والخيول والحمير والبغال
حديثهم عن الثــوابْ
حديثهم عن العقـابْ
تقـــــاطرت جمـوعهم
لا يملكــون تذكــــــرةْ
يُشاهدون رخة كبيرةْ
قد أسميت بالطـــائرةْ
وفي الســــواحل مثلها
يشاهدون جزيرةً كبيرةْ
قد أسميت بالبــاخـرةْ
ويلمحون من كليهما أشباحهم
من ينزلـــون للوطن
أمثــالهم من البشــر
في لحظةِ المغـادرةْ
بقــاؤهم كالإنتحــارْ
مــاذا لهـم بالإنتظارْ
يلملمون ما تبقى من ذكريات
ليرسمونها غداً بدفتر الصور
في موســـم المطـر
مع الطيور والشجـرْ
فينكرون ما يعلمون
أن اللجوء كله مخاطرةْ
فلا خيار عندهم غير المغامرة
فبعضهم غداً يمــــــوت بالغــرق
وبعضهم غداً يمـــــوت بالضياع
لكنـــهُ الأمـــلْ
والحلم والهبلْ
فعمرهم قد انقضى
ونجمهــم أفـــلْ
ثم مضوا مهـــاجرين
وبسملوا وشهدوا وكبروا
ورددوا إن الحياة فانية
يا ربنا يا ربنا بالمغفرةْ
أبدلنا عن بلادنا بجنةٍ في الأخرةْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق