
إن لم تؤمن بوصولي طول هذه السنين ولم تفهم أيضاً كيف سأصل ـ من أين لك بعقل لتفهم ما الذي سأفعله
قصة قصيرة ليست من نسج الخيال ..
......................................................
حينما كنت طفلاً كان أساتذتي الأفاضل يسؤولننا كطلاب عن أحلامنا في المستقبل ، فكان زملائي يقولون (طبيب - مهندس - معلم - .... الخ) ، أما أنا فكنت أقول رئيساً للجمهورية وكان أساتذتي يبتسمون وزملائي يسخرون مني ، وحين وصلت إلى الجامعة طرحت هذا السؤال على زملائي فكانت ردودهم (مديراً مالياً - مديراً للمبيعات - مدير تسويق - أستاذاً جامعياً .... الخ ) وحينما عكسوا اتجاه السؤال نحوي ـ قلت لهم (رئيساً للجمهورية) فسخروا مني كما كان يسخر مني زملائي في المدرسة حينما كانوا يسمعون نفس تلك الإجابة.
اليوم وبمحض الصدفة التقيت بمجموعة من زملائي أيام المدرسة وأيضاً بمجموعة من زملائي أيام الجامعة ، فبدأ بعضهم يقول ممازحاً كيف حالك يا فخامة الرئيس أما زلت لم تصل إلى كرسي الرئاسة ، فقلت له لم أصل إليه بعد ولكني أعدك بأن أصل إليه ذات يوم حتى ولو كنت تراباً تحت التراب.
فضحك الجميع
ثم قال معظمهم الوصول إلى كرسي الرئاسة وأنت على قيد الحياة جنونك القديم وقد فهمناه ، أما جنون الوصول إليه حتى وأنت تراباً تحت التراب ، هذا هو الجنون المتطور
فقلت لهم ...
إن لم أصل إليه في حياتي شخصياً ، فسيصل إليه أحد طلابي ذات يوم حتى وإن كنت تحت التراب.
فصمت الجميع إلا واحداً قهقه ضاحكاً ثم قال وكيف ستحكم وأنت تحت التراب
فقلت له ليس المهم أن اجلس على ذلك الكرسي او أن اكون مستشاراً لمن سيجلس عليه من طلابي ، لأن أفكاري التي زرعتها في عقول طلابي هي من ستدير ذلك الكرسي وتتخذ من عليه القرارات من خلال من سيصل إليه من طلابي.
فقهقه القرد ههههههه مجدداً وقال
وما الذي ستفعله لنا وانت تحت التراب هههههههههه
فقلت له ... إن لم تؤمن بوصولي طول هذه السنين ولم تفهم أيضاً كيف سأصل ـ من أين لك بعقل لتفهم ما الذي سأفعله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق