الخميس، 3 أكتوبر 2019

ماذا لو جاءتكم أمي شاكيةً باكيةً مني , تقول ..... بقلم ... أ / هشام المصعدي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
ماذا لو جاءتكم أمي شاكيةً باكيةً مني , تقول .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بداية الأمر وقبل الولوج في استعراض شكوى أمي مني إليكم ـ يجب أن أوضح ما هو الدافع الذي وقف وراء كتابتي لهذا الموضوع ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تواصل معي بعض زملائي في بعض المعاهد وفي بعض الجامعات وكلهم تحدثوا معي في ثلاث نقاط أساسية وهي كالتالي :

*** الأولى : طلابك يشتكون بأنك ترهقهم ببعض الأنشطة البحثية التي تجعلهم ينكبون في البحث عن المراجع بكل الوسائل , ثم يأتون إلينا لطلب المساعدة في كتابة تلك الأنشطة؟
*** الثانية : طلابك يشتكون من شدتك وقسوتك فيما يخص التعامل مع من يتأخر عن موعد المحاضرة أو فيما يخص الانضباط داخل المحاضرة.
*** الثالثة : طلابك يقولون أنك تطالبهم بإنجازات غير عادية وهم يتساءلون ما هي منجزاتك , أو ما الذي حققته من عائد مادي برغم كل ما تقوم به
*** أقول لزملائي ولطلابي .....
ماذا لو جاءتكم أمي شاكيةً باكيةً مني , تقول .....
لقد أحسنت تربيته وأفنيت حياتي من أجل تعليمه ومنحته كل ما أملك ويعيش هو وزوجته وأولاده معي في البيت الذي بنيته ولقد أصبح أولاده شباباً ولكنه لا يهتم لتربيتهم ولا لتعليمهم وأنا أعاني منهم لأنهم يؤذونني ويتسببون في خراب البيت , وكلما حدثته أو شكوت إليه من أولاده يقضون ليلهم ونهارهم في اللهو والعبث , لدرجة تصل إلى حد مضايقتي في صلواتي وخلواتي , ويرفضون مساعدتي حتى في اخراج القمامة التي تكدست ولكنهم يتعمدون مضايقتي بوضعها أمام باب غرفتي كي تؤذيني روائحها الكريهة , فأضطر لإخراجها وأنا لا أقوى على حملها؟

*** أقول لزملائي وطلابي ....
ماذا أنتم قائلون بعد أن تستمعوا لشكوى أمي مني ؟
من المؤكد سوف تنصبون أنفسكم بالصور التالية :
1 ـ قضاة ومحامين تطالبون بإنزال اقصى العقوبة عليا وعلى أبنائي.
2 ـ ناصحون تطالبونني بالتوبة وبإصلاح ما أفسدته.

*** أقول لزملائي وطلابي ....
ماذا لو اشتكت البلاد منا جميعاً ذات يوم أمام القاضي الذي لا تخفى عليه خافية.

*** أقول لزملائي وطلابي ....
1 ـ أنا لا أرهق كواهلهم بتلك الأنشطة رغبةً مني في الانتقام , بل رغبة مني في أن يكون طلابي أفضل مني في المستقبل فالتطور لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أصبح بعض الطلاب أفضل من أساتذتهم في المستقبل.
2 ـ أنا لا أقسو عليهم كخصم ولكني أريد منهم أن يكونوا جاهزين لتحمل المسؤولية , فالمستقبل الذي نريده أفضل من الحاضر لن يكون كذلك إلا من خلال ما سيقدمونه هم فيه بالاعتماد على ما تعلموه في الحاضر.
3 ـ العائد الذي حصلت عليه لا أقيسه من خلال منصب وصلت إليه أو من خلال ما جمعته من ثروة , بل أقيسه من خلال طلابي أنفسهم ـ طلابي الذين أفتخر بهم لأن بعضهم أصبح من زملائي بعد أن كانوا بالأمس طلابي ـ طلابي الذين أفتخر بهم لأن بعضهم أصبح من أهم الرجال الذين تحملوا مسؤولية إدارة البلد في أصعب مرحلة تاريخية عرفتها اليمن.

*** أقول لزملائي وطلابي ....
ليقدم كل واحد منا أفضل ما لديه كواجب وكمسؤولية بغض النظر عن العائد الذي يتقاضاه أو سيتقاضاه وبغض النظر عن المنصب الذي وصل إليه أو يريد الوصول إليه ,فالنجاح الحقيقي لا يقاس بمجرد منصب أو ثروة , بل يقاس بالقدرة على تقديم ما ينفع الناس , وتذكروا بأن من يقضي بهم الله حوائج الناس يبعثون على منابر من نور , وهم ليسوا بالشهداء ولا بالأنبياء.

بقلم أ.هشام المصعدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق